( قوله وبعدهم نوح) عليه السلام والدليل على أن نوحا أفضل من غيره بعد الأربعة لأنه أحد أولي العزم الممدوحين بمضمون قوله تعالى ((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل))([12]) قالوا: وهم الخمسة المذكورون في قول المصنف وقد جمعهم غيره على هذا الترتيب أيضا فقال:
محمد إبراهيم موسى كليمه= فعيسى فنوح هم أولوا العزم فاعلم
وجمعهم غيره أيضا على ترتيب تقدمهم في الزمان فقال:
أولوا العزم نوح والخليل كلاهما = وموسى وعيسى والنبي محمد
وأولو العزم أفضل من غيرهم، وأنت إذا تأملت هذه الأدلة رأيتها ظنية والاعتقاد علم لا يبنى على الظن فلا يجب اعتقاد هذه المفاضلة كذلك ولذلك لم يعتن أصحابنا المشارقة بذكر هذه المفاضلة في كتبهم لأنها موقوفة على السماع من الشارع ولم يرد فيها تصريح خبر ولو قدرنا فيها وجود ذلك لقلنا خبر آحاد لا يثبت به الاعتقاد، ولو تواتر لاشتهر نعم يجب اعتقاد أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق لإجماع الأمة المحمدية على ذلك وللأخبار المروية عنه في ذلك أيضا وقد تلقتها الأمة بالقبول ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
(قوله فباقي الرسل) وجملتهم مع الخمسة المذكورين ثلاثمائة وثلاثة عشر على المشهور، وقيل ثلاثمائة وأربعة عشر ة وقيل ثلاثمائة وخمسة عشر أولهم آدم عليه السلام فإنه رسول إلى بنيه وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم سبعة منهم بعثوا إلى الكافة وهم المذكورون في قوله:
صفحة ٢٧