وستون في خمسة كان العدد ثلاثمائة وثلاثين، ومنبع الأسرار الهاء المضمومة التي هي قيوم الحروف والطبيعة الخامسة الفعالة والهاء باطن كل موجود وحقيقة كل شهود، فإذا قدح زناد الهاء بصوان الألف خرجت الطاء الاكالة، وإذا ضربت الهاء في نفسها كان العدد خمسا وعشرين، فهي لا تظهر إلا نفسها لأن خمسة وعشرين خمس خمسات، وإذا ضربت خمس وعشرون في نفسها كان العدد ستمائة وخمسا وعشرين، والهاء من حروف المريخ، ومن عرف كيف النطق بها أهلك عدوه ولكن ذاك مودع في الصدور لا في السطور، ونطقها على سبيل الرمز هايابيل أو هو يا هو مذل يا منتقم يا فعال أنت هو.
فصل [شرف لفظة:- هو- ودلالتها]
(1) اعلم أن الاسم إما مشتق، أو علم، أو إشارة؛ والاسم المشتق كلي لا يمنع من وقوع الشركة فيه، والاسم العلم قائم مقام الإشارة فهو فرع عليها، والإشارة أصل والأصل أعظم من الفرع، فقولك: هو أشرف الأسماء كلها يعني:
(2) أن الحق سبحانه فرد مجرد لا يمكن نعته بصفة زائدة وإلا لانتفت الفردانية، والإخبار عنه بعين ذاته محال، فجميع الأسماء المشتقة قاصرة عن الإنباء عن ذاته المقدسة. وأما لفظ هو فإنه ينبىء عن كنه حقيقته المخصوصة المبرأ عن جميع جهات الكثرة، فاسم هو لوصوله إلى كنه الصمدية أشرف الأسماء.
(3) أن الصفات المشتقة لا تعرف إلا دالة على الصفات، والصفات لا تعرف إلا بالإضافة إلى المخلوقات، وأما لفظ هو فإنه يدل عليه من حيث هو هو، وهذا الاسم يوصل إلى الحق ويقطع عن الخلق.
(4) أن الأسماء المشتقة دالة على الصفات، ولفظ هو دال على الموصوف، والموصوف أشرف من الصفة، وذلك لأن ذات الباري سبحانه ما كملت بالصفات بل هي لغاية الكمال استلزمت صفات الكمال؛ فلفظ هو يوصل إلى ينبوع العزة.
(5) أن لفظ هو مركب من حرفين (ه و) والهاء أصل الواو فهو حرف واحد يدل على
صفحة ٥٤