وبالجملة فهذا الذي نعتقده وندين الله به، والمسترشد يذاكر ويبحث والظالم والمعتدي حسابه على الله الذي عنده تنكشف السرائر وتظهر مخبآت الصدور والضمائر يوم يتعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور، وأما ما ذكرتم من التنصل والبراءة مما بسب في حقي إليكم فالأمر سهل والجرح جبار ولا حرج ولا عار وأوصيكم بالصدق مع الله واستدراك ما فرطتم فيه من عدم الغلظة على المنافقين الذين الدين فتحوا للشر كل باب وركن إليهم كل منافق كذاب وتأملا قول لله تعالى بعد نهيه عن موالاة الكافرين: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته آخر هذه الرسالة السياسية.
وله قصيدتان صور فيهما تلك الفتن الهوجاء والحروب الطاحنة أروع تصوير.
إحداهما نونية ومطلعها:
دع عنك ذكر منازل ومغاني ... وبدور أنس قد بدت وغواني
والأخرى رائية جواب لأبيات وردت عليه من عبد من الرحمن بن عبد الله بن طوق نزيل الأحساء. ونحن نورد قصيدة ابن طوق ونورد جواب الشيخ عبد اللطيف عليها ليعرف القارئ مدى هذه النعمة العظيمة التي نعيشها في هذا العهد الزاهي نعمة جمع الكلمة ووحدة الصف والأمن الشامل والرخاء والاستقرار فيزداد شكرا لله سبحانه على هذه النعم العديدة التي ننعم بها في ظل إمام المسلمين جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود:
قال ابن طوق:
رسائل شوق دائم متواتر ... إلي فرع شمس الدين بدر المنابر
سلالة مجد من كرام عشائر ... يعيد بديعا من كنوز المحابر
1 / 87