نزل الإمام عبد الله بساحتنا اجتهدت إلي أن محمد بن فيصل يظهر إلي أخيه ويأتي بأمان لعبد الرحمن١ وذويه وأهل البلد وسعيت في فتح الباب اجتهدت في ذلك ومع ذلك كله لما خرجت للسلام عليه فإذا أهل الفرع وجهلة البوادي ومن معهم من المنافقين يستأذنونه في نهب نخيلنا وأموالنا ورأيت معه بعض التغير والعبوس ومن عامل الله ما فقد شيئا ومن ضيع الله ما وجد شيئا ولكنه بعد ذلك أظهر الكرامة ولين الجانب وزعم أن الناس قالوا ونقلوا وبئس مطية الرجل زعموا وتحقق عندي دعواه التوبة وأظهر٢ لدي الاستغفار والندم وبايعته على كتاب الله وسنة رسوله، هذا مختصر الفضية ولولا أنكم من طلبة العلم والممارسين الذين يكتفون بالإشارة وأصول المسائل لكتبت رسالة مبسوطة ونقلت من نصوص أهل العلم وإجماعهم ما يكشف الغمة ويزيل اللبسة ومن بقي عليه إشكال فلير شدنا رحمة الله ولو أنكم أرسلتم بما عندكم مما يقرر هذا أو يخالفه وصارت المذاكرة لا نكشف الأمر من أول وهلة ولكنكم صممتم على رأيكم وترك النصيحة من كان عنده علم واغتر الجاهل ولم يعرف ما يدين الله به في هذه القضية وتكلم تغير علم ووقع اللبس والخلط والمراء والاعتداء في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم هذا بسبب سكوت الفقيه وعدم البحث واستغناء الجاهل بجهله واستقلاله بنفسه.
_________
١ هو الإمام عبد الرحمن بن فيصل وقد سعى الشيخ عبد اللطيف في أخذ الأمان له من أخيه عبد الله.
٢ وقول: وأظهر الاستغفار والندم، يريد الإمام عبد الله بن فيصل وسبب استغفاره وندمه وتوبته أنه استعان بالدولة العثمانية على قتال أخيه سعود ابن فيصل وهذا لا يجوز لأنه حرام في الشرع الاستعانة بالمشرك على قتال المسلم ومعلوم أن الدولة العثمانية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها تقاتل من وحد الله ودعا إلي أفراده بالعبادة. كما جرى لأهل هذه الدعوة السلفية معهم من الوقائع والحروب وما نقم العثمانيون من أهل هذه الدعوة السلفية إلا أنهم آمنوا بالله ورسوله ودعوا إلي أفراد الله جل بالعبادة ودعوا إلي طاعة رسوله ﷺ فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله ﷾ إلا بما شرع لا بالأهواء والبدع ﴿َمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ .
1 / 86