المسائل والأجوبة لابن قتيبة
محقق
مروان العطية - محسن خرابة
الناشر
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
تصانيف
٢٩ - وسألتَ (١) عن حديثِ النَّبِيِّ ﷺ في الرَّجُل الذي قَالَ لِبَنِيْهِ: إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِيْ، ثُمَّ أُذْرُونِيْ (٢) في اليَمِّ؛ لعلّي أَضِلُّ اللهَ ﷿ (٣)؟ .
* قَوْلُهُ: أَضِلُّ اللهَ ﷿، يُريدُ أَفوتُ اللهَ ﷿، تَقُولُ: ضَلِلْتُ كذا وأَضْلَلْتُهُ (٤)، ومنه قول الله ﵎: ﴿فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى﴾ (٥) أَيْ لا يفوت (٦) ربي. وهذا رَجُلٌ مُؤْمِنٌ باللهِ مُقِرٌّ بِهِ إلَّا أَنَّه جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفاتِه،
_________
(١) في ط: "سألت"، بلا واو.
(٢) في ط: "ذرّوني".
(٣) الحديث رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، فتح الباري ٦/ ٥١٤، ومسلم في كتاب التوبة (حديث ٢٨) ص ٢١١٢، وابن ماجة ٢/ ١٤٢١ رقم ٤٢٥٥. وانظر أيضًا تأويل مختلف الحديث ص ٨٩، والفائق ٢/ ٦٨، وابن الجوزي ١/ ٤٠٣ و٢/ ١٧، والنهاية ٢/ ٢٣٨ و٣/ ٩٨ وفي اللسان (ذرا): "ذَرَت الريحُ التراب وأذرَته وذَرَّته أطارته وأذهبته وسفته وفي الحديث أن رجلًا قال لأولاده: إذا مُتُّ فأَحْرِقُوني، ثمَّ ذرّوني في الريح"، وفيه (ضلل) "وضلّ الشيء خفي وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الريح لعلي أضِلُّ الله، أي أفوته، ويخفى عليه مكاني. وقيل: لعلَّي أغيب عن عذابه".
(٤) انظر اللسان والتاج (ضلل).
(٥) الآية ٥٢ من سورة طه؟ وفي ط: "في كتابه "لا يضل ربّي ولا ينسى". وانظر تفسير القرطبي ١١/ ٢٠٨.
(٦) في ط: "لا يفوته".
1 / 104