المسائل والأجوبة لابن قتيبة
محقق
مروان العطية - محسن خرابة
الناشر
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
تصانيف
ونَحْوُ هذا قَوْلُكَ (١): هذا بَلَدٌ لا يَنْزِلُهُ، حُرٌّ تُرِيْدُ لَيْسَ حُكْمُهُ أَنْ (٢) يَنْزِلَهُ الأَحْرارُ.
وكذلك قَوْلُهُ: "مَنْ صامَ الدَّهْرُ ضُيِّقَتْ عليهِ جَهَنَّمُ" (٣)؛ لأنّه رغب عن هَدِيَّة الله، وصَدَقَتِه، ولم يَعْمَلْ بِرُخْصَتِه، ويُسْرِه، والراغِبُ عن الرُّخْصَةِ كالرَّاغِبِ عن العَزْمِ (٤)، وكِلاهما مُسْتَحِقٌّ للعُقُوبَةِ (٥) إنْ عاقَبَهُ (٦) اللهُ ﷿. وكذلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ (٧) أَيْ حُكْمُهُ أَنْ يُجازِيَهُ بذلك، والله ﷿ يَفْعلُ ما يَشاءُ. وهذا على حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ (٨) عن النَّبِيِّ ﷺ أنَّه قال: "مَنْ وَعَدَهُ الله على عَمَلٍ ثَوَابًا فهو مُنْجِزُهُ له ومَنْ أوْعَدَهُ (٩) على عَمَلٍ عِقابًا فهو فيه (١٠) بالخِيارِ" (١١).
_________
(١) في ط: "قوله".
(٢) في ط: "بأن".
(٣) رواه أحمد في المسند ٤/ ٤١٤ وانظر جامع الأصول ٦/ ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٤) في ط: "العزيمة".
(٥) في ط: "يستحق العقوبة".
(٦) في ط: "عاقبهما".
(٧) الآية ٩٣ من سورة النساء، وانظر جامع الأصول ٤/ ٤٠٨ و١٠/ ٢٤٥.
(٨) أبو هريرة سبقت ترجمته.
(٩) في ط: "وعده". والأصوب: أوعده؛ لأنَّ وعد تستعمل في الخير وأوعد في الشر.
(١٠) "فقه": ليست في ط.
(١١) كنز العمال ٤/ ٢٥٥ حديث رقم ١٠٤١٦، وابن كثير الآية ٤٨ من سورة النساء فيه.
1 / 103