وأخبر الرسول ابن زياد بما قاله أبو عبد الله (ع) فاشتد غضبه (2)، وأمر عمر بن سعد بالخروج إلى كربلاء ، وكان معسكرا (بحمام أعين) في أربعة آلاف ليسير بهم إلى دستبى ؛ لأن الديلم قد غلبوا عليها (3)، وكتب له ابن زياد عهدا بولاية الري وثغر دستبى والديلم (4) فاستعفاه ابن سعد ، ولما استرد منه العهد استمهله ليلته ، وجمع عمر بن سعد نصحاءه فنهوه عن المسير لحرب الحسين ، وقال له ابن اخته حمزة بن المغيرة بن شعبة : انشدك الله أن لا تسير لحرب الحسين ، فتقطع رحمك وتأثم بربك ، فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كله لو كان لك لكان خيرا لك من أن تلقى الله بدم الحسين (5).
فقال ابن سعد : أفعل إن شاء الله. وبات ليلته مفكرا في أمره وسمع يقول :
أأترك ملك الري والري رغبتي
أم أرجع مذموما بقتل حسين
صفحة ١٩٧