وصلبهما بالكناسة منكوسين (1)، وأنفذ الرأسين إلى يزيد ، فنصبهما في درب من دمشق (2).
وكتب إلى يزيد : أما بعد ، فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه ، أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هاني بن عروة المرادي ، وإني جعلت عليهما العيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما ، وأمكن الله منهما فضربت أعناقهما ، وبعثت إليك برأسيهما مع هاني بن أبي حية الوادعي الهمداني ، والزبير بن الاروح التميمي ، وهما من أهل السمع والطاعة والنصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين عما أحب ، فإن عندهما علما وصدقا وفهما وورعا ، والسلام.
وكتب يزيد إلى ابن زياد : أما بعد ، فإنك لم تعد أن كنت كما احب ، عملت عمل الحازم ، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش ، فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظني بك ورأيي فيك ، وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما ، فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت فاستوص بهما خيرا ، وإنه قد بلغني أن الحسين بن علي قد توجه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح ، واحترس على الظن ، وخذ على التهمة (3)، وهذا الحسين قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلادك من بين البلدان ، وابتليت
وفي مضمار الحقائق لصاحب حماة محمد بن تقي الدين الأيوبي / 12 : أن بعضهم قطع اذنه وذلك في 15 ذي القعدة سنة (575 ه).
صفحة ١٦٤