وجده صخر ، هو القائل للعباس يوم الفتح : إن هذه ملوكية. فقال العباس : ويلك إنها نبوة (1). وفي معاوية ، يقول أحمد بن الحسين البيهقي : خرج معاوية من الكفر إلى النفاق في زمن الرسول (ص)، وبعده رجع إلى كفره الأصلي (2).
فابن ميسون عصارة تلكم المنكرات ، فمتى كان يصلح لشيء من الملك فضلا عن الخلافة الإلهية ، وفي الامة ريحانة الرسول وسيد شباب أهل الجنة؟!. أبوه من قام الدين بجهاده ، وامه سيدة نساء العالمين ، وهو الخامس لأصحاب الكساء ، وعدل الكتاب المجيد في (حديث الثقلين)، يتفجر العلم من جوانبه ، ويزدهي الخلق العظيم معه أينما يتوجه ، وعبق النبوة بين أعطافه ، وألق الإمامة في أسارير وجهه. والى هذا يشير (ع) لما عرض الوليد البيعة ، فقال :
«أيها الأمير ، إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا يختم. ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، وقاتل النفس المحترمة ، معلن بالفسق. ومثلي لا يبايع مثله» (3).
وبعد هذا ، فلنسأل هذا المتحذلق عن قوله : (خرج الحسين بعد انعقاد البيعة ليزيد)، متى انعقدت هاتيك البيعة الغاشمة؟ ومتى اجتمع عليها أهل الحل والعقد؟ أيوم كان يأخذها أبوه تحت بوارق الإرهاب؟! أم يوم إسعاف الصلات لرواد الشره رضيخة يتلمظون بها؟! (4) أم يوم عرضها عمال يزيد على الناس ، فتسلل عنها ابن الرسول ومعه الهاشميون ، وفر ابن الزبير إلى مكة وتخفى ابن عمر في بيته؟ (5). وكان عبد الرحمن ابن أبي بكر يجاهر بأنها هرقلية ؛ كلما مات هرقل قام هرقل مكانه (6)، وكان يقول : إنها بيعة قوقية ، وقوق هو اسم قيصر (7) فأرسل له معاوية مئة ألف درهم يستعطفه بها ، فردها وقال : لا أبيع ديني بدنياي (8)، وقال
صفحة ٣٦