فمن الله تعالى بما رجوت، وبلغ إلى ما أملته إحسانًا منه إلى عبده، ورحمة منه للفقير إليه. فله الحمد على ما من وأولى، والشكر على ما سلم وعافى، ورأيت الشمس والغيث والطود والليث والكمال والتمام [فى ثباب أكرم الأنام الخليفة المنتجب والإمام المنتخب، وعاينت البدر لتمامه، والسيف فى مضائه والعلم بكماله / والفضل بأجمعه فى جثمان الحكم. وتواتر على من إنعامهما وتتابع لدى من أفضالهما ما صرت به واهيا] بعد أن [كنت مجتديا] فنشرت العلم حيث شرف وأذعت [الأدب حيث عرف]
وأمرنى ولى عهد المسلمين بتصنيف الكتب، وتأليف الأدب ومثل لى أمثلة احتذيت عليها، وأنهج لى سبيلا سلكتها، فرأيته أبقاه الله البحر الزاخر فى معرفته، والشهاب المتوقد في فطنته، والسابق المبر فى أدبه. فازددت معرفة بمشاهدته، وتكامل فهمى بمجاورته، واستمدت من بحره، وكرعت فى غمره. فكان مما بعثنى عليه وأمرنى به تأليف هذا الكتاب، الذى لا يستغنى عنه العالم المبرز ولا الأديب المتقدم، ولا الكاتب المرسل، ولا الخطيب المصلق، ولا الشاعر المقلق. إذ كل طائفة ممن ذكرنا محتاج إلى معرفة الممدود والمقصور، للفظ والخظ. فوجب أن نصنعه على الأمثلة ونؤلفه على الحروف على ما رسم أيده الله. ولا نعتمد فى ذلك إلا على أوائل الكلم دون حشوها وأواخرها، ليكون الأديب والمتأدب والعالم والمتعلم إذا أراد طلب كلمة طلبها بمثالها على النسق الذى نأتى به فى أول هذا الكتاب، أو بأول حرف فى الكلمة على ما نرتبه فى صدر هذا الديوان. ورأينا أن نذكر أولا ما يعرف من المقصور بالقياس، ثم نتبعه تثنية المقصور. وأن نبتدئ من الأمثلة بالثلاثى، لأن عليه جمهور الكلام، وبالمفتوحة الأوائل، لأن الفتحة أخف الحركات، إذ لا يتكلف لها إلا فتح الفم الذي لابد
1 / 6