وذلك أن القول بأن 〈التخيل سبب للرؤية فيما يتخيل لي〉س 〈من ال〉منكر، فأما القول بأن السبب فى أن نفعل هذا الشىء ليس هو الروية 〈لاكن التخيل فهو ابطال〉 الرؤية التى يجب أن تكون موجودة حتى يكون التخيل سبب لها. ف〈ان〉 يجب أن يكون الشىء المتخيل سببا للرؤية والروية سببا للعزيمة والعزيمة سببا للقفز والقفز سببا للأفعال، فليس هو فى هذه شىء بلا سبب.
وكما أن الروية ستدلنا الى الأشياء التى فعلها الينا، كذلك نحن واختيارنا سبب للندامة على فعل بعض ما نفعله؛ وهذا السبب شاهد على أن فينا سببا للامساك عن فعل ما قد فعلناه، وطلبنا لسبب آخر لما نعزم عليه من الروية مبطل للروية. وذلك أن الأفضل أن تكون الروية انما توجد فى قدرتنا على أن نعزم ونختار المتخيل منها. فالذى يرفع هذا الشىء من الروية فانما سلم اسمها فقط.
صفحة ١٩٩