فالقول أيضا بأنه غير عارف بالأشياء الكائنة من أجله هو شنع من كل الوجوه. فكان من الواجب أن تكون الآلهة أعلم من جميع الأشياء بأن طبيعتها الخاصة بها هى فاعلة للخيرات. فكان اللازم لعلمها بذلك علمها بالأشياء التابعة لمثل هذه الطبيعة. وذلك أنه غير واجب أن يكون العارف بأن طبيعته يلزمها أن يكون عنده العلم بأن هذه تحصى ما كان من الأشياء شأنه أن يحصى، ولا يكون علم الفاعل للخيرات بالخيرات تابعا لعلمه بأنه فاعلها والتى هى صادرة عنه، وكونها من أجله. وقد يتبع العلم بالخيرات التى تكون من أجل الآلهة أن يكون أيضا ذلك صادرا عن اختيارها. وذلك أن الأشياء علمها بجوهرها وبطبيعتها المناسبة لها هو خاص لها، فان جميع الأشياء الكائنة عنها التى الوجود لها من أجل ذلك السبب انما كونها عن ارادتها.
صفحة ٦٧