وأما أن سبب سلامة ما هاهنا وبقائه هذا هو اعتدال بعد الشمس عنها وحركتها فى هذا الفلك المائل وحركتها المضاعفة، فذلك ظاهر بين . فان الانسان ان رام أن يزيل بالقول شيئا من هذا النظام الموجود له، فانه انما يروم انتقاض أمر جميع ما فى الأرض واضطرابه. ولنا أيضا أن نبين من أمر القمر ونأتى بالقول على عدد الأشياء التى هى اعتدال بعد هذا عن الأشياء التى هاهنا وحركته هذه التى تجرى هذا المجرى الذى هو عليه الآن هما سبب لها. وذلك أنه لو كان أقرب مما هو الآن، لكان سيعوق اجتماع وقوام السحاب واجتماع وقوام المياه، من قبل أنه كان يكون مغرقا للبخارات المتصاعدة وملطفا لها، أما أن القمر معين فى كون الأمطار وامتناعها أيضا معونة عظيمة، فقد تبين ذلك عن اجتماعات الشمس والقمر الكائنة فى كل شهر، أعنى الاجتماعات السماوية من اجتماعاتهما، وأيضا مقابلاتهما التى وضعها على ضد حال اجتماعاتهما.
صفحة ٤٧