فلا يروك مالكا من دونهم لمالكا وصاف من صافاهم وناف من نافاهم
واحفظهم وصنهم وانف الظنون عنهم
فهم أعز في الورى إن عن خطب او عرى
من أحمر الياقوت بل من حلال القوت
وإخوة للأنس ونيل حظ النفس
هم عصبة المجاملة للصدق في المعاملة
منهم تصيب لذتك إذ الهموم بذتك
فضلهم ما وصلوا وابذل لهم ما بذلوا
من ظاهر الصداقة بالبشر والطلاقة
ولا تسل إن أظهروا للود عما اضمروا
واطوهم مد الحقب طي السجل للكتب
وقال بشر الحافي بل عدة الأصناف
ثلاثة فالأول للدين وهو الافضل
وآخر للدنيا يهديك نجد العليا
وثالث للأنس لكونه من جنس
فأعط كلا ما يحب وعن سواهم فاجتنب
***
فصل في شروط الصداقة
==============
صداقة الإخوان الخلص العوان
لها شروط عدة على الرخاء والشدة
والرفق والتلطف والود والتعطف
وكثرة التعهد لها بكل معهد
البر بالأصحاب من أحكم الأسباب
والنصح للإخوان من أعظم الإحسان
والصدق والتصافي من أحسن الإنصاف
دع خدع المودة وأوجها مسودة
فالمحض في الإخلاص كالذهب الخلاص
حفظ العهود والوفا حق لإخوان الصفا
عاملهم بالصدق واصحب بحسن الخلق
والعدل والإنصاف وقلة الخلاف
ولاقهم بالبشر وحيهم بالشكر
صفهم بما يستحسن واخف ما يستهجن
وإن رأيت هفوة فانصحهم في خلوة
بالرمز والإشارة وألطف العبارة
إياك والتعنيفا والعذل والعنيفا
وإن ترد عتابهم فلا تسيء خطابهم
وأحسن العتاب ما كان في كتاب
والعتب بالمشافهة ضرب من المسافهة
وعن إمام نجل فاتك كل فحل
عاتب أخاك الجاني بالبر والإحسان
حافظ على الصديق في الوسع والمضيق
فهم نسيم الروح ومرهم الجروح
وفي الحديث الناطق عن الإمام الصادق
من كان ذا حميم ينجي من الجحيم
لقول أهل النار وعصبة الكفار
فما لنا من شافع ولا حميم نافع
فالقرب في الخلائق أمن من البوائق
فقارب الأخوانا وكن لهم معوانا
لا تسمع المقالا فيهم وإن توالا
فمن أطاع الواشي سار بليل عاش
وضيع الصديقا وكذب الصديقا
واإن سمعت قيلا يحتمل التأويلا
صفحة ٣