صدقت هذا الكذبا شاء الأمير أم أبى ورد ما كساه به وما حباه
وراح يعدو عاريا من البلاد ناجيا
فصل في التحذير من صحبة الأشرار
وصحبة الأشرار أعظم في الإضرار
من خدعة الأعداء ومن عضال الداء
يقبحون الحسنا ودأبهم قول الخنا
شأنهم النميمة والشيم الذميمة
إذا أردت تصنع خيرا بشخص منعوا
الغل فيهم والحسد والشر حبل من مسد
إن منعوا ما طلبوا تنمروا وكلبوا
وأعرضوا إعراضا ومزقوا الأعراضا
ليس لهم صلاح حرامهم مباح
لا يتقون قبحا ولا يعون نصحا
يغدون بالقبيح والضر والتبريح
كلامهم فحاش وأنسهم إيحاش
الخير منهم وان والشر منهم دان
شيطانهم مطاع ودينهم مضاع
لا يرقبون إلا ولا يرون خلا
إخلاصهم مداهنة وودهم مشاحنة
صلاحهم فساد رواجهم كساد
عزيزهم ذليل صحيحهم عليل
ضياؤهم ظلام وعذرهم ملام
تقريبهم بعيد ووعدهم وعيد
إذا سألت ضنوا أو منحوك منوا
وإن عدلت مالوا وإن سألت قالوا
ربحهم خسران وشكرهم كفران
وودهم خداع وسرهم مذاع
إذعانهم لجاج معينهم أجاج
وليس فيهم عار من إدراع العار
البعد عنهم خير والقرب منهم ضير
فاحذرهم كل الحذر لحاك لاح أو عذر
واسمع مقال الناصح سمع اللبيب الراجح
وقال أرباب الحكم العالمون بالأمم
إن شئت أن تصاحبا من الأنام صاحبا
فابدأ بالمشاوره في حالة المحاورة
من حالة تريدها او حاجة تفيدها
فإن أشار ناصحا بالخير كان صالحا
فأوله الصداقة ولا تخف شقاقه
فالخير فيه طبع واصله والفرع
وإن اشار مغريا بالشر كان مغويا
فاجتنب إصطحابه واوظب اجتنابه
والشيم الردية أضحت له سجية
هذا وقد تم الرجز بعون ربي ونجز
وهاكها أحكاما أحكمتها أحكاما
كدرر البحور عى نحور الحور
والختم بالصلاة على زكي الذات
وبالسلام السرمدي على النبي أحمد
والآل والأصحاب مع جملة الأحباب
صفحة ١٢