87

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وهذا كله في مجال المواد المخلوقة في العالَم السُّفلي والعالَم العلوي؛ أمَّا إن سَمَت رُوحُك فوق ذلك كله فقد عرَفت معنى قول ابن القيم ﵀ في صفات الملِك ﷻ:
وهُوَ الجميلُ علَى الحقيقةِ كيفَ لاَ! ... وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ
مِنْ بعضِ آثارِ الجميلِ فربُّهَا ... أولى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرْفَانِ (١) ١).
وعَرفت معنى البيت الثالث من الأبيات التالية المأخوذة من ميميته ﵀ في وصف (الحور العين): ...
تَقَسَّمَ مِنها الْحُسْنُ في جَمْعِ وَاحِدٍ ... فَيَا عَجَبًا مِنْ وَاحِدٍ يَتَقَسَّمُ!
لهَا فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الْحُسْنِ أَجْمَعَتْ ... بِجُمْلَتِهَا أَنَّ السُّلُوَّ مُحَرَّمُ
تُذَكِّرُ بالرَّحْمَنِ مَنْ كَانَ نَاظِرًا ... فَيَنْطِقُ بِالتَّسْبِيحِ لاَ يَتَلَعْثَمُ (٢) ... .

(١) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية – القصيدة النونية -، ص (١١٤).
(٢) ميمية ابن القيم، ص (١٦).

1 / 88