منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين
الناشر
بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ويقوى هذا السمع والطاعة عند كثير من العشاق حتى يبذل نفْسَه ويُسْلِمها للتلف في طاعة معشوقة، كما يبذل المجاهد نفسه لربه حتى يُقتل في سبيله.
وإذا كان النبي ﷺ قد قال: " مُدْمن الخمر كعابد وثن " (١)، ومَرّ عليُّ ابن أبي طالب ﵁ بقومٍ يلعبون بالشطرنج فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ".
فما الظن بالعاشق المتيّم الفاني في معشوقه؟!) انتهى (٢).
وقال – ﵀: (والفتنة بعشق الصُّوَر تنافي أن يكون دين العبد كله لله بل ينقص من كوْن دينه لله بحسب ما حصل له من فتنة العشق، وربما أخرجتْ صاحبه من أن يبقى معه شيء من الدين لله) انتهى (٣)، وقال أيضًا: (وكذلك فتنة العشق من أعظم الفتن).
وقال بعضُ أهلِ العلم: (وكم أكبَّت فتنة العشق رؤوسًا على مناخرها في الجحيم، وأسلمتهم إلى مقاساةِ العذاب الأليم، وجَرَّعَتْهُم بين أطباق النار
(١) رواه ابن ماجه برقم (٣٣٧٥) عن أبي هريرة – ﵁ –، وفي رواية أخرى قال ﷺ: (مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن) رواه الإمام أحمد برقم (٢٤٥٣) عن ابن عباس – ﵄ –. (٢) إغاثة اللهفان، ٢/ ١٥٣. (٣) إغاثة اللهفان، ٢/ ١٥٨.
1 / 71