منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين
الناشر
بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية
مكان النشر
الرياض
تصانيف
رأيته بُهِتُّ – أيْ دُهِشْت -!، فقال: (لن تراعي!، إنما هي الجنة للمليك يُتحف بها من أحبَّ من عباده)، قالت: قلت بأبي أنتَ! .. بِمَ نِلْتَ هذه المنزلة من الله؟!، قال: (بمحبته وإيثار محابِّه عز َّوَجل).
قال أبو سليمان الداراني: (لوْ لم يكن لأهل المعرفة إلا هذه الآية الواحدة لاكْتفوا بها: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ؟ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ (١) (٢).
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: أي شيء أراد أهل المعرفة؟!، واللهِ ما أرادوا إلا ما سأل موسى ﵇ (٣)؛ يريد قوله: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ (٤).
وكان سعيد بن علقمة من نُسَّاكِ النخع وكانت أمه طائية؛ قالت: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامّة الليل لا يهدأ، قالت: ولربما سمعته في جوف الليل يقول: (اللهم همّك عطّل عليَّ الهموم وحال بيني وبين السُّهاد، وشوقي إلى النظر إليك منع مني اللذات والشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب)، قالت: (ولربما ترنّم في السحر بشيء من القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا جُمع في ترنّمه تلك الساعة) (٥).
(١) سورة القيامة، الآية: ٢٢، ٢٣. (٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ٩/ ٢٩٤. (٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ٩/ ٢٦٤. (٤) سورة الأعراف، الآية: ١٤٣. (٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل برقم (١٧٤)، وأبو بكر القرشي في الهم والحزن برقم (١٤٧).
1 / 50