عد هذه من بعض كرامات الجد، وكم له مع أبي زكرياء من مقام أوله مشاجرة واخره اجوع إلى الطريق وهداية وإرشاد، كل ذلك دليل على إنصافه.
الوالي محمد بن فرحات.
ومما وقع لي معه بمحضر من أهل الشورى أهل عصره، ووالي البلدة إذ ذاك القائد محمد بن فرحات(1)، أن حبسا من قبل ابن ميمون سماه باسم الصدقة وعقبه فأراد(2) التوجه بفسخه للأمير، وكانت بنت من بنات العقب عجوزة للوالد(3)، فنازعه الالد بأنه حبس لا يفسخ ولا يوهنه قوله بتلا بتأ، وادعى(4) فسخه، وجلب على ذلك اظواهر لم يفهم باطنها ومهمه بعبارته ولقلقته حتى ألجمت متابعيه(5) إذ لا باع لهم الا القياد في أقواله وأفعاله، وعقدوا له مجلسا بالجامع الأعظم، وصال إذ ذاك في المحفل.
ووكان أجاب بعدم فسخه الشيخ التواتي (6) وجماعة من فقهاء العصر، فأطلعو اعليه فذكر في المحفل أنه لا يعرف هذا ولا هو من أهله أو كلاما يقرب، وصارت فيته المقلدة له تسخر بكلام الشيخ المذكور(2)، وحضر الوالد فأجابه ففاجأه بأنه مغالطة الفانزعج الوالد - حفظه الله - وطلب مني الخروج إليه في المحفل ، فلم يكن إلا ساعة فخرجت فكان بيني وبينه ما كان السبب في تقييدي في المسألة الكراسة المشتهرة/ اعند أهل البلد، وأطلعه عليها جدي للأم مزوار الشرفا لطلبها مني ، فما بلغني عنه إلا الانصاف في ذلك، وكان هو قيد بعض شيء فكتمه(9) عنده وأخفاه - والله أعلم.
(1) ذكر فايسات أن القائد محمد بن فرحات مات سنة 1607 م /1016 ه عندما حاول التصارى الاستيلاء على اعنابة . وبذلك تكون الحادثة التي يتحدث عنها الفكون قبل هذا التاريخ (2) يقصد به اين محجوبة (3) لا ندري ما إذا كان المقصود بعبارة (عجوزة للوالد) أنها في رقبته أو هي حماته .
3) يعتي ابن محجوبة 6) في الأصل (متابعوه).
1) شيخ المؤلف وقد سبق الحديث عنه (27) اي الشيخ التواتي (4) في الأصل (فكم)، والمقصود أن ابن محجوبة قيد بعض الأمور في المسالة التي وقع فيها الخلاف مع المؤلف ووالده، فلما اطلع على جواب المؤلف كتم عنده ما قيده ولم يظهره للناس
صفحة غير معروفة