رسالة الشرك ومظاهره
محقق
أبي عبد الرحمن محمود
الناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٢هـ
سنة النشر
٢٠٠١م
تصانيف
مِمَّنْ تَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ لَهُ: «فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١٥٨). رواه الطبراني بأسانيد بعضها رجاله رجال الصحيح وبعضها رجاله ثقات، قاله في " مجمع الزوائد ".
ولا يجوز هذا الطلب من غير الرسول، كما لا يجوز لغير الرسول الوعد بها؛ لأن ذلك يتوقف على العلم بالإِذن بها للمطلوب، وكونه هو والطالب من أهل الجنة، ولا يجزم بشيء من ذلك إلا بوحي، كما تقدم في فصل الولاية.
ثالثها: طلبها من الشفيع يوم القيامة، وهو ثابت بحديث الشفاعة المروي
=
كلاهما من طريق حرب بن ميمون الأنصاري أبي الخطاب أخبرنا النضر بن أنس بن مالك عن أبيه؛ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: «اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ». قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟. قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ، فَإِنِّي، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ».
وقال الترمذي: " حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ".
وهو كما قال، فإن رجاله ثقات غير حرب الأنصاري فـ " صدوق " كما في " التقريب "، والحديث سكت عليه الحافظ في " الفتح " (١١/ ٤٦٦)، وأورده شيخنا في " صحيح سنن الترمدي " (١٩٨١)، والله أعلم.
(١٥٨) ضعيف: أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (٢٠/ ٣٦٥/ ٨٥١) من طريق جرير بن حازم سمعت، عبد الملك بن عُمير يحدّث عن مصعب الأسلمي قَالَ: انْطَلَقَ غُلَامٌ مِنَّا فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ؛ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ سُؤَالًا. قَالَ: «وَمَا هُوَ؟». قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ هَذَا أو مَنْ علّمك هَذَا أَوْ مَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟». قَالَ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ إِلَّا نَفْسِي. قَالَ: «فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثمي في " المجمع " (١٠/ ٣٦٩): " رجاله رجال الصحيح ".
قلتُ: لكن عبد الملك " كان يدلس " كما قال الحافظ في " الإِصابة " (٣/ ٤٠٢)، وفي " التقريب " (١/ ٥٢١): " ثقه فقيه، تغيّر حفظه، ربما دلّس "، وقد عنعنه!
1 / 330