312

رسالة الشرك ومظاهره

محقق

أبي عبد الرحمن محمود

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٢هـ

سنة النشر

٢٠٠١م

تصانيف

وفي " تفسير جزء عم " لمحمد عبده: " والذي تفيده [هذه] الآية الكريمة أنهم مع قربهم من الله لا يستطيع أحد منهم أن يشفع لأحد أو يستمنح منحة " إلا إذا أذن الله، ولا يأذن إلا لمن علم أنه سيجاب، وإنما يكون الكلام ضربًا من التكريم لن يأذن الله له به، يختص به من يشاء، ولا أثر له فيما أراد الله البتة ".
حكمة الشفاعة المشروعة:
وبكلام ابن كثير على آية البقرة، وكلام محمد عبده على آية النبأ؛ تعلم سر هاته الشفاعة المقيدة بتلك القيود، وأن حكمتها إظهار جلال الله وعظمته، وإعلان كرامة الشفيع ووجاهته، وإيئاس المسرفين على أنفسهم من كل مخلوق إلا من رحمة الله، وعلى هذا عرفها القرطبي في " تفسيره "؛ إذ قال: " الشفاعة: ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك، فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع، وإيصال منفعته للمشفوع " (١/ ٣٧٨).
سؤال الشفاعة الأخروية:
وطلب الشفاعة الأخروية على أربعة أنحاء:
أحدها: طلبها من الله؛ كأن نقول: اللهم! شفع فينا خاتم النبيين وإمام المرسلين. فهذا طلب صحيح ودعاء مشروع؛ لأن الشفاعة لله جميعًا.
ثانيها: طلبها في هاته الحياة ممن علم أنه من أهلها وهو حي حاضر؛ كأن يقول الصحابي: يا رسول الله! أسألك شفاعتك غدًا. وهذا أيضًا صحيح؛ لحديث أنس ﵁؛ أنه سألها من رسول الله ﷺ؛ فَقَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ» (١٥٧). رواه الترمذي وحسنه، ولقول غلام للنبي ﷺ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي

(١٥٧) حسن: أخرجه أحمد (٣/ ١٧٨ - مصورة المكتب)، والترمذي (٧/ ١١٩ - ١٢٠/ رقم: ٢٥٥٠) =

1 / 329