منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
شيخ الْإِسْلَام: "إِن الرافضة قوم لَا عقل لَهُم وَلَا نقل"، أما هَؤُلَاءِ فيدّعون الْعقل ويحكَّمونه فِي النَّقْل ثمَّ يتناقضون تناقضا يبرأ مِنْهُ الْعقل، ويخلو مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من أدنى شَائِبَة مِنْهُ وَللَّه الْحَمد، وكما سيلاحظ الْقَارئ هُنَا يرجع مُعظم تناقضهم إِلَى كَونهم لم يسلّموا للوحي تَسْلِيمًا كَامِلا، ويعرفوا لِلْعَقْلِ مَنْزِلَته الْحَقِيقِيَّة وحدوده الشَّرْعِيَّة، وَلم يلتزموا بِالْعقلِ التزاما وَاضحا، ويرسموا منهجا عقليا متكاملا كالمعتزلة والفلاسفة بل خلطوا وركبوا فتناقضوا واضطربوا.
وَإِلَيْك أَمْثِلَة سريعة للتناقض ومكابرة الْعقل:
١ - قَالُوا: "إِنَّه لَا يجوز أَن يرى الْأَعْمَى بالمشرق الْبقْعَة بالأندلس".
٢ - قَالُوا: "إِن الْجِهَة مستحيلة فِي حق الله" ثمَّ قَالُوا بِإِثْبَات الرُّؤْيَة، وَلِهَذَا قيل فيهم: "من أنكر الْجِهَة وَأثبت الرُّؤْيَة فقد أضْحك النَّاس على عقله".
٣ - قَالُوا: "إِن لله سبع صِفَات عقلية يسمونها (مَعَاني) هِيَ: "الْحَيَاة وَالْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة والسمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام"، وَلم يكتفوا بِهَذَا التحكّم الْمَحْض، بل قَالُوا: "إِن لَهُ سبع صِفَات أُخْرَى يسمونها (معنوية) وَهِي "كَونه حَيا، وَكَونه عَالما،
1 / 60