[16] وجسم الملتحمة مشتمل على هذا الجزء المنخرط من العصبة وعلى كرة العنبية، وكرة العنبية متقدمة عن وسط الملتحمة إلى ما يلي ظاهر البصر، وجسم الملتحمة ملتحم بكرة العنبية وبالطرف المنخرط المتسع من العصبة وحافظ لوضعها. فإذا تحركت العين تحركت بجملتها، فتنحني العصبة التي العين مركبة عليها عند حركتها ويكون انحناؤها عند الثقب الذي في مقعر العظم، لأن مقعر العظم يشتمل على جملة العين والعين تتحرك بجملتها في هذا التقعير.
[17] والمتلحمة ملتحمة بما في داخلها من العصبة ومن الطبقات الباقية وحافظة لأوضاعها وغير مفارقة لها. فانحناء العصبة عند حركة العين إنما يكون من وراء جملة العين، فهو عند الثقب الذي في مقعر العظم. وكذلك إذا كانت العين ساكنة، وكانت العصبة منحنية، فإنما يكون انحناؤها عند الثقب الذي في مقعر العظم، لأن جملة العين ليس يتغير وضع أجزائها بعضها عند بعض لاعند حركتها ولا عند سكونها. فانحناء العصبة التي العين مركبة عليها ليس يكون إلا عند الثقب الذي في مقعر العظم تحركت العين أم سكنت.
[18] والسطح الظاهر من القرنية سطح كري، ومع ذلك متصل بالسطح المحيط بالملتحمة وبجملة العين، وجملة العين أعظم من كرة العنبية التي هي بعضها، فالسطح الظاهر من القرنية هو من سطح كري أعظم من كرة العنبية، فنصف قطره أعظم من نصف قطر العنبية.
[19] والسطح الداخل من القرنية المنطبق على ثقب العنبية سطح مقعر كري مواز للسطح الظاهر منها، لأن هذا الموضع متساوي السمك، فمركز هذا السطح المقعر أيضا هو مركز السطح المحدب الظاهر. وهذا السطح المقعر يقطع سطح كرة العنبية على محيط الثقب، فمركزه أبعد في العمق من مركز العنبية، لأن ذلك يلزم في خواص الأكر.
[20] وأيضا فلأن كرة العنبية ليست في وسط الملتحمة، وهي متقدمة إلى ما يلي سطح ظاهر البصر، وسطح ظاهر البصر من كرة أعظم من كرة العنبية، يكون مركز السطح الظاهر أبعد في العمق من مركز العنبية، فمركز سطح القرنية أبعد في العمق من مركز العنبية.
صفحة ١٣٠