مناقب الإمام أحمد
محقق
د. عبد الله بن عبد المحسن التركي
الناشر
دار هجر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٩ هـ
تصانيف
محمد النبي وآله وسلم تسليمًا. أما بعد: وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضاه؛ وجنبنا وإياكم كل ما فيه سخطه، واستعملنا وإياكم عمل الخاشعين له، العارفين به، فإنه المسؤول ذلك، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة؛ فقد علمتم ما حل بمن خالفها، وما جاء فيمن اتبعها، فإنه بلغنا عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها" وأمركم أن لا تؤثروا على القرآن شيئًا، فإنه كلام الله، وما تكلم الله به فليس بمخلوق، وما أخبر به عن القرون الماضية فغير مخلوق، وما في اللوح المحفوظ فغير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر بالله، ومن لم يكفرهم فهو كافر. ثم من بعد كتاب الله سنة النبي ﷺ، والحديث عنه وعن المهديين من صحابة النبي، والتابعين من بعدهم، والتصديق بما جاءت به الرسل، واتباع السنة نجاةٌ، وهي التي نقلها أهل العلم كابرًا عن كابر، واحذروا رأي جهم فإنه صاحب رأي وخصومات.
وأما الجهمية؛ فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فقال بعضهم: القرآن كلام الله وهو مخلوق، وقال
1 / 225