وزعم الواقدي أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين وفي هذه السنة توفي أبو طالب وتوفيت خديجة بعده بستة أشهر وله ست وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوما ويقال وهو ابن سبع وأربعين سنة وستة أشهر وأياما أبو عبد الله مندة في كتاب المعرفة أن وفاة خديجة بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام المعرفة عن النسوي توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة من قبل أن تفرض الصلاة على الموتى وسمي هذا العام عام الحزن ولبث بعدها بمكة ثلاثة أشهر فأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فخرج جماعة من أصحابه بأهاليهم وذلك بعد خمس من نبوته وكان حصار الشعب وكتبة الصحيفة أربع سنين وقيل ثلاث سنين وقيل سنتين فلما توفي أبو طالب خرج إلى الطائف وأقام فيه شهرا وكان معه زيد بن الحارث ثم انصرف إلى مكة ومكث فيها سنة وستة أشهر في جوار مطعم بن عدي وكان يدعو القبائل في المواسم فكانت بيعة العقبة الأولى بمنى فبايعه خمسة نفر من الخزرج وواحد من الأوس في خفية من قومهم بيعة النساء وهم جابر بن عبد الله وفطنة بن عامر بن حزام وعوف بن الحارث وحارثة بن ثعلبة ومرثد بن الأسد وأبو أمامة ثعلبة بن عمرو ويقال هو أسعد بن زرارة فلما انصرفوا إلى المدينة وذكروا القصة وقرءوا القرآن صدقوه وفي السنة القابلة وهي العقبة الثانية أنفذوا معهم ستة أخرى بالسلام والبيعة وهم أبو الهيثم بن التيهان وعبادة بن الصامت وذكوان بن عبد الله ونافع بن مالك بن العجلان وعباس بن عبادة بن نضلة ويزيد بن ثعلبة حليف له ويقال مسعود بن الحارث وعويم بن ساعدة حليف لهم ثم أنفذ النبي (صلى الله عليه وآله) معهم ابن عمه مصعب بن هاشم فنزل دار أسعد بن زرارة فاجتمعوا عليه وأسلم أكثرهم إلا دار أمية بن زيد وحطمة ووائل وواقف فإنهم أسلموا بعد بدر وأحد والخندق وفي السنة القابلة كانت بيعة الحارث كانوا من الأوس والخزرج سبعين رجلا وامرأتين واختار ص منهم اثني عشر نقيبا ليكونوا كفلاء قومه تسعة من الخزرج
صفحة ١٧٤