بسم الله الرحمن الرحيم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * (القرآن الكريم)
صفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله الذي خلقني فهو يهديني، والذي هو يطعمني ويسقيني، وإذا مرضت فهو يشفيني، والذي يميتني ثم يحييني، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، وصلى الله على سيدنا نبيه محمد خاتم النبيين، وعلى أخيه ووصيه وبعل ابنته أمير المؤمنين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
قال محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني: لما رأيت كفر العداة والشراة (1) بأمير المؤمنين، ووجدت الشيعة والسنة فيه مختلفين، وأكثر الناس عن ولاء أهل البيت ناكصين، وعن ذكرهم هاربين، وفي علومهم طاعنين، ولمحبتهم كارهين، انتبهت من نومة الغافلين، وصار لي ذلك لطفا إلى كشف الأحوال، والنظر في اختلاف الأقوال، فإذا هو مما روته العامة من أحاديث مختلفة، وأخبار مضطربة، عن الناكثين والقاسطين والمارقين والخاذلين والواقفين والضعفاء والمجروحين والخوارج والشاكين (وما آفة الاخبار إلا رواتها) فإذا هم مجتمعون على إطفاء نور الله تعالى، ألا ترى أن أزكاهم قد ألقى حديث الخاتم وقصة الغدير وخبر الطير وآية التطهير، وان أنصفهم قد كنتم حديث الكهف والإجابة والتحف والارتقاء، وان خيرهم قد طعن في حديث: أنا مدينة العلم، وحديث اللوح، وان أشهرهم قد توقف عن حديث الوصية وتأويل: يوفون بالنذر ونعم المطية.
فقلت: ان هذا لشئ عجاب، أفبهذا الحديث أنتم مدهنون فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون، ووجدت جماعة يؤولون الاخبار المجمع عليها نحو (إنما وليكم الله ورسوله)، و: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، و: اني تارك فيكم الثقلين]
صفحة ٣
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وغلوا (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم)، وجماعة جعلوا مقابل كل حق باطلا، وبإزاء كل مقال قائلا مثل: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكان أحب الناس إلى رسول الله من الرجال علي، ومن النساء فاطمة، وغروا الجاهل بمقالات باطلة (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق وقد ضلوا ضلالا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) وجماعة زادوا في الاخبار أو نقصوا منها نحو: من كنت مولاه فعلي مولاه، ولا يقولون ما بعده من الدعاء، و: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ولا يذكرون: ولو كان لكنت، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ولا يروون: وأبوهما خير منهما.
وروى بعضهم (1) عن علي عليه السلام أنه قال لعمر بن الخطاب: أما علمت أن القلم رفع عن الجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ.
فترك أول الحديث وهو: ان عمرا هم أن يقيم الحد على مجنونة زنت، وترك الخبر وهو قول عمر: قد كدت أهلك بحد هذه المجنونة (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه).
وجماعة نقلوا مناقبهم إلى غيرهم كحديث سد الأبواب، وصالح المؤمنين، والاسم المكتوب (2) على العرش، وتسليم جبرئيل.
يروي مناقب فضلها أعداؤها * أبدا ويسندها إلى أضدادها (3) (الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله أولئك في ضلال بعيد).
وجماعة يجرحون (4) رواة المناقب ويطعنون في ألفاظها، ويقدحون في معانيها، ويعدلون الخوارج فيما حملوا من فضائل أعدائهم مما لا يقبلها العقل، ولا يضبطها النقل إذا ما روى الراوون الف فضيلة * لأصحاب مولانا النبي محمد يقولون هذا في الصحيحين مثبت * بخط الامامين الحديث فسدد ومهما روينا في علي فضيلة * يقولون هذا من أحاديث ملحد
صفحة ٤
(سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب مما كانوا يصدفون).
وجماعة يذكرون أكثر المناقب مثل حديث الحباب (1) والثعبان والأسد والجان (2) والسفرجل (3) والرمان، فيقولون: هذا إفك قديم وبهتان عظيم.
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه وفاطمة الزكية يقول الحاضرون ذروا فهذا * سقيم من حديث الرافضية (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).
وجماعة جعلت الأمة من آل محمد والصحابة من العترة (4) والنساء من أهل البيت وأنكرت (5) أن يكون أولاد الرسول ذريته وآله. قال الباقر عليه السلام: (فبدل الذين ظلموا) في آل محمد (قولا غير الذي قيل لهم) وذلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق معها غيرها بل إذا زل العالم يزل بزلته العالم .
وجماعة من السفساف حملهم العناد على أن قالوا: كان أبو بكر أشجع من علي، وان مرحبا قتله محمد بن مسلمة، وان ذا الثدية (6) قتل بمصر، وان في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميرا على علي، وربما قالوا: قراها أنس بن مالك، وان محسنا ولدته فاطمة في زمن النبي صلى الله عليه وآله سقطا، وان النبي قال (7): ان بني هشام بن المغيرة استأذنونني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وان صدقة النبي كانت بيد علي والعباس فمنعها علي عباسا فغلبه عليها (ومن ركب الباطل زلت قدمه وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين).
وجماعة جاهروهم بالعداوة، كما طعن النظام في أحكامه عليه السلام في كتابيه:
الفتيا والنكت. وكقول الجاحظ: ليس ايمان علي بايمان لأنه آمن وهو صبي ولا شجاعته بشجاعة لان النبي قد أخبره انه يقتله ابن ملجم. ونسبه جماعة إلى أن حروبه كانت خطأ وانه قتل المسلمين عمدا. وقول هشيم: كان لعلي ولد صغار
صفحة ٥
وقد قتل الحسن (ع) ابن ملجم ولم ينتظر به. وقول القتبي: أول خارجي في الاسلام الحسين (ع) (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال بعيد).
ولعمري ان هذا لأمر عظيم، وخطب في الاسلام جسيم، بل هو كما قال الله تعالى: (ان هذا لهو الضلال المبين)، فصار الغوغاء يزعقون على المحدثين والمذكرين في ذكرهم عليا عليه السلام حتى قال الشاعر:
إذا ما ذكرنا من علي فضيلة * رمينا بزنديق وبغض أبي بكر وقال الآخر:
وان قلت عينا من علي تغامزوا * علي وقالوا قد سببت معاوية (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم).
وبقي علماء الشيعة في أمورهم تائهين، وعلى أنفسهم خائفين، وفي الزوايا منحجرين، بل حالهم كحال الأنبياء والمرسلين، كما حكى الله تعالى عن الكافرين:
(لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين * لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين * لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا * وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا). فقلت: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). فعلى من يعتمد، والى رواية من يستند، فالكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال، ولا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبون الناصحين، ولا خير في الكذابين، ولا العلماء الأفاكين، لقد قل من يوثق به، وعز من يؤخذ عنه.
فنظرت بعين الانصاف، ورفضت مذهب التعصب في الخلاف، وكتبت على نفسي ان أميز الشبهة من الحجة، والبدعة من السنة، وأفرق بين الصحيح والسقيم، والحديث والقديم، واعرف الحق من الباطل، والمفضول من الفاضل، وأنصر الحق وأتبعه، وأقهر الباطل وأقمعه، وأظهر ما كتموا، وأجمع ما فرقوا، وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، على ما أدته الرواية، وأشير إلى ما رواه الخاصة (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) فاستصوبت من عيون كتب العامة والخاصة معا لأنه إذا اتفق المتضادان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما، وشاهد للمحق في اعتقاده منهما، وإذا اعتقدت فرقة خلاف ماروت ودانت بضد ما نقلت وأخبرت، فقد أخطأت، وإلا فلم يروي الانسان ما هو كذب عنده؟ ويشهد بما يعتقد فيه ضده؟ وكيف
صفحة ٦
وكيف يعترف بما يحتج به خصمه، ويسطر ما يخالفه علمه! ولا عجب في رواياتهم مما هو حجة عليهم (1) فقد أنطقهم الله الذي أنطق كل شئ، وإن كان الشيطان يثبت غروره فقد يأبى الله إلا أن يتم نوره.
فوفقت في جمع هذا الكتاب، مع اني أقول: مالي وللتصنيف والتأليف، مع قلة البضاعة، وعظم شأن هذه الصناعة، إلا انني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا، فاتخذ له عقدا منظوما، وكم دنف نجا، وصحيح هوى، وربما أصاب الأعمى قصده، وأخطأ البصير رشده. وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة، فصحت لي الرواية عنهم بأن أقول: حدثني، وأخبرني، وأنبأني، وسمعت، واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته وناولني من طرق الخاصة.
وأما طرق العامة فقد صح لنا اسناد البخاري عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعد الفراري (2) وعن أبي عثمان سعيد بن عبد الله العيار الصعلوكي، وعن الخبازي، كلهم عن أبي الهيثم الكشميهني (3) عن أبي عبد الله محمد الفريري عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري، وعن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجري عن الداودي عن السرخسي عن الفريري عن البخاري.
اسناد مسلم عن الفراري عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد محمد بن عمرويه الجلودي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن حجاج النيسابوري (4).
اسناد الترمذي عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الأصفهاني عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (5).
صفحة ٧
اسناد الدارقطني (1) عن أبي بكر محمد بن علي بن محمد بن ياسر الجبائي عن المنصوري عن أبي الحسن المهراني عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني.
اسناد معرفة أصول الحديث عن عبد اللطيف بن أبي سعيد البغدادي الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري ابن البيع.
اسناد الموطأ عن القعنبي وعن معن عن يحيى بن يحيى من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس (2).
اسناد مسند أبي حنيفة (3) عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرجى عن أبي القاسم الشاهد العدل البغار.
اسناد مسند الشافعي عن الجياني عن أبي القاسم الصوفي عن محمد بن علي الساوي عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس (4) الشافعي.
اسناد مسند أحمد والفضائل عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي عن الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل (5) عن أبيه اسناد مسند أبى يعلى عن أبي القاسم الشحامي عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الحيري عن أبي يعلى أحمد بن المثنى الموصلي.
اسناد تاريخ الخطيب عن عبد الرحمن بن بهريق القزاز البغدادي عن الخطيب أبى بكر ثابت البغدادي.
اسناد تاريخ النسوي عن أبي عبد الله المالكي عن محمد بن الحسين بن الفضل القطان عن درستويه النحوي عن يعقوب بن صفوان النسوي.
اسناد تاريخ الطبري عن القطيفي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن محمد باسناده عن محمد بن جرير بن بريد الطبري.
" مناقب ج 1، م 1 "
صفحة ٨
وهذا اسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري.
اسناد تاريخ علي بن مجاهد عن القطيفي عن السلمي عن أبي الحسن علي بن محمد دلوية (1) القنطري عن المأمون بن أحمد عن عبد الرحمن بن محمد الدجاج عن ابن جريح عن مجاهد.
اسناد تاريخي أبي علي الحسن البيهقي السلامي وأبي علي مسلويه عن أبي منصور محمد بن حفدة العطاري الطوسي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي باسناده إليهما.
اسناد كتابي المبتدأ عن وهب بن منبه اليماني عن أبي حذيفة حدثنا القطيفي عن الثعلبي عن محمد بن الحسن الأزهري عن الحسن بن محمد العبدي عن عبد المنعم بن إدريس عنهما.
اسناد الأغاني عن الفصيحي عن عبد القاهر الجرجاني عن عبد الله بن حامد عن محمد ابن محمد عن علي بن عبد العزيز اليماني عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني. وهذا اسناد فتوح الأعثم الكوفي.
اسناد سنن السجستاني عن أبي الحسن الأبنوسي عن أبي العباس بن علي التستري عن الهاشمي عن اللؤلؤي عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
اسناد سنن اللالكائي (2) عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثى عن أبي القاسم هبة الله بن المحسن الطبري اللالكائي.
اسناد سنن ابن ماجة عن ابن الناصر البغدادي عن المقري (3) القزويني عن ابن أبي طلحة (4) بن المنذر عن أبي الحسن القطان عن أبي عبد الله الرقي عن أبي القاسم ابن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب الشاشي عن أبي عيسى الترمذي. وهذا اسناد شرف المصطفى عن أبي سعيد الخركوشي.
اسناد حلية الأولياء عن عبد اللطيف الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم اسناد احياء علوم الدين عن أحمد بن محمد الغزالي عن أخيه أبى حامد محمد بن محمد ابن محمد الغزالي الطوسي.
صفحة ٩
اسناد العقد عن محمد بن منصور السرخسي عمن رواه عن ابن عبد ربه الأندلسي.
اسناد فضائل السمعاني عن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدي عن أبي المظفر عبد الملك السمعاني.
اسناد فضائل ابن شاهين عن أبي عمرو الصوفي عن القاضي عن أبي محمد المرندي عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي.
اسناد فضائل الزعفراني عن يوسف بن آدم المراغي مسندا إلى محمد بن الصباح الزعفراني.
اسناد فضائل العكبري عن أبي منصور ما شادة الأصفهاني (1) عن مشيخته عن عبد الملك بن عيسى العكبري (2).
اسناد مناقب ابن شاهين عن المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الجثنى (3) الجرجاني عن الأجل المرتضى الموسوي عن المصنف.
اسناد مناقب ابن مردويه عن الأديب أبي العلا عن أبيه أبى الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر مردويه الأصفهاني.
اسناد أمالي الحاكم عن المهدي بن أبي جرب الحسني الجرجاني عن الحاكم النيسابوري اسناد مجموع ابن عقدة أبى العباس أحمد بن محمد. ومعجم أبى القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بحق روايتي عن أبي العلاء العطار الهمداني باسناده عنهما.
اسناد الوسيط وكتاب الأسباب والنزول عن أبي الفضائل محمد اليهيني عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي.
اسناد معرفة الصحابة عن عبد اللطيف البغدادي عن والده أبي سعيد عن أبي يحيى ابن منده عن والده.
اسناد دلائل النبوة والجامع عن الحسين بن عبد الله المروزي عن أبي النصر العاصمي عن أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي.
اسناد أحاديث علي بن أحمد الجوهري وأحاديث شعبة بن الحجاج عن محمد البغوي عن الحراجي (4) عن المحبوي عن ابن عيسى عمن رواها منهما.
اسناد المغازي عن الكرماني عن أبي الحسن القدوسي عن الحسين بن صديق
صفحة ١٠
الزورعنجي عن محمد بن إسحاق الواقدي.
اسناد البيان والتبيين والغرة والفتيا عن الكرماني عن أبي سهل الأنماطي عن أحمد ابن محمد عن أبي عبد الله بن محمد الخازن عن علي بن موسى القمي عن عمرو بن بحر الجاحظ (1) اسناد غريب القرآن عن القطيفي عن أبيه عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني.
اسناد شوف العروس عن القاضي عزيزي عن أبي عبد الله الدامغاني.
اسناد عيون المجالس عن القطيفي عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد الخربلوي.
اسناد المعارف، وعيون الأخبار، وغريب الحديث، وغريب القرآن، عن الكرماني عن أبيه عن جده عن محمد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة.
اسناد غريب الحديث عن القطيفي عن السلمي عن أبي محمد دعلج عن أبي عبد القاسم ابن سلام. وهذا اسناد كامل أبى العباس المبرد (2).
اسناد نزهة القلوب عن الفطيفي وشهرآشوب جدي كليهما عن أبي إسحاق الثعلبي.
اسناد أعلام النبوة عن عمر بن حمزة العلوي الكوفي عمن رواه عن القاضي أبى الحسن الماوردي.
اسناد الإبانة، وكتاب اللوامع عن مهدي بن أبي حرب الحسني (3) عن أبي سعيد أحمد بن عبد الملك الخركوشي.
اسناد دلائل النبوة، وكتاب جوامع الكلم عن عبد العزيز عن أحمد الحلواني عن أبي الحسن بن محمد الفارسي عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي (4).
اسناد نزهة الابصار عن شهرآشوب عن القاضي أبى المحاسن الرؤياني عن أبي الحسن
صفحة ١١
علي بن مهدي المامطيري.
اسناد المحاضرات من باب المفردات عن الهيثم الشاشي عن القاضي عزيزي عن أبي بكر بن علي الخزاعي عن أبي القاسم الراغب الأصفهاني.
اسناد الإبانة عن الفراري (1) عن أبي عبد الله الجوهري عن القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن بطة العكبري، اسناد قوت القلوب عن القطيفي عن أبيه عن أبي القاسم الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري.
اسناد الترغيب والترهيب عن أبي العباس أحمد الأصفهاني عن أبي القاسم الأصفهاني اسناد كتاب أبى الحسن المدائني عن القطيفي عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان عن إبراهيم بن محمد بن سعيد النحوي.
اسناد الدارمي، واعتقاد أهل السنة عن أبي حامد محمد بن محمد عن زيد بن حمدان المنوجهري عن علي بن عبد العزيز الأشنهي. وحدثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب الكشف، والفايق، وربيع الأبرار. وأخبرني الكباشين (2).
وغير شهردار الديلمي بالفردوس، وأنبأني أبو العلاء العطار الهمداني بزاد المسافر، وكاتبني الموفق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين، وروى لي القاضي أبو السعادات الفضائل، وناولني أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية، وأجاز لي أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي وكثيرا ما استند إلي أبى العزيز كلاش (3) العكبري، وأبى الحسن العاصمي الخوارزمي، ويحيى بن سعدون القرطي وأشباههم.
أسانيد التفاسير واما أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الأسباب والتزول وهي:
تفسير البصري، والطبري، والقشيري، والزمخشري، والجبائي، والطائي، والسدي، والواقدي، والواحدي، والماوردي: والكلبي، والثعلبي، والوالبي، وقتادة، والقرطي، ومجاهد، والخركوشي، وعطاء بن رباح، وعطاء الخراساني،
صفحة ١٢
ووكيع، وابن جريح، وعكرمة، والنقاشي، وأبى العالية، والضحاك، وابن عيينة، وأبى صالح، ومقاتل، والقطان، والسمان، ويعقوب بن سفيان، والأصم، والزجاج، والفراء، وأبي عبيد وأبى العباس، والنجاشي، والدمياطي، والعوفي، والنهدي، والثمالي، وابن فودك، وابن حبيب.
أسانيد كتب الشيعة فاما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبى جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي، وأبو الرضا فضل الله بن علي الحسيني القاشاني، و عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي، وأبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد الرازي، ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري، ومحمد بن الحسن الشوهاني، وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي، ومسعود بن علي الصوابي، والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي، وعلي بن شهرآشوب السروي والدي، كلهم عن الشيخين المفيدين أبى علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، وأبى الوفا عبد الجبار بن علي المقرى الرازي عنه. وحدثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني، ومحمد ابن الحسن الفتال النيسابوري، وجدى شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.
وأما أسانيد كتب الشريفين المرتضى والرضي ورواياتهما فعن السيد أبى الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي عن أبي عبد الله محمد بن علي الحلواني عنهما، وبحق روايتي عن السيد المنتهى عن أبيه أبي زيد، وعن محمد بن علي القتال الفارسي عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى، وقد سمع المنتهى والفتال بقراءة أبويهما عليه أيضا، وما سمعنا من القاضي الحسن الاسترآبادي عن ابن المعافى بن قدامة عنه أيضا، وما صح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه، وروى السعيد المنتهى عن أبيه عن الشريف الرضي.
واما أسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر وأبي القاسم اني كميح عن أبيه عن ابن البراج عن الشيخ، ومن طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه.
واما أسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه عن محمد وعلي ابني علي بن عبد الصمد عن أبيهما عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الخوزي عنه، وكذلك من
صفحة ١٣
روايات أبي جعفر الطوسي.
واما أسانيد كتب ابن شاذان، وابن فضال، وابن الوليد، وابن الحاشر، وعلي بن إبراهيم، والحسن بن حمزة، والكليني، والصفواني، والعبدكي، والفلكي وغيرهم، فهو على ما نص عليها أبو جعفر الطوسي في الفهرست، وحدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن وبكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى، وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الاشراف، وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم. ووجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتاب الاحتجاج.
وذلك مما يكثر تعداده ولا يحتاج إلى ذكره لاجتماعهم عليه، وما هذا إلا جزء من كل ولا أنا علم الله تعالى إلا معترف بالعجز والتقصير كما قال أبو الجوائز:
رويت وما رويت من الرواية * وكيف وما انتهيت إلى نهاية وللأعمال غايات تناهى * وان طالت وما للعلم غاية وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار، على متون الاخبار، وعدلت عن الإطالة والاكثار، والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها، لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات.
وربما تتداخل الاخبار بعضها في بعض أو تختصر منها موضع الحاجة أو تختار ما هو أقل لفظا أو جاءت غريبة من مظان بعيدة أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل فمنها ما وافقه القرآن، ومنها ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم العمل به، ومنها ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا، ومنها ما نطقت به نالشعراء والشعرورة (1) لتبذلها، فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام باجماع موافقيهم وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ولا يقدرون على الانكار، على ما أنطق الله به رواتهم وأجراها على أفواه ثقاتهم، مع تواتر الشيعة بها وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكر، فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة، والناصبة مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها وحمل تلك ما هو حجة لخصمها دونها وهذا كاف لمن (ألقى السمع وهو شهيد) وان هذا
صفحة ١٤
لهو البلاء المبين وتذكرة للمتذكرين ولطف من الله تعالى للعالمين.
ثم وشحت هذه الأخبار بشواهد الاشعار وتوجتها بالآيات فرحم الله امرءا اعتبر وأحسن لنفسه النظر، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ولان تكون تابعا في الخير خير من أن تكون متبوعا للشر، وخير العمل ما أصلحت به رشادك وشره ما أفسدت به معادك، وافتتحت ذلك بذكر سيد الأنبياء والمرسلين، ثم بذكر الأئمة الصادقين، وختمته بذكر الصحابة والتابعين وسميته ب (مناقب آل أبي طالب) ونظمته للمعاد لا للمعاش وادخرته للدين لا للدنيا، فأسأل الله تعالى ان يجعله سبب نجاتي وحط سيئاتي ورفع درجاتي انه سميع مجيب.
صفحة ١٥
باب ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله فصل: في البشائر بنبوته منها بشائر موسى في السفر الأول، وبشائر إبراهيم في السفر الثاني الثاني وفي السفر الخامس عشر، وفي الثالث والخمسين من مزامير داود، ومنها بشائر عويبنا (1) وحيقوق وحزقيل ودانيال وشيعا. وقال داود في زبوره: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة، وقال عيسى في الإنجيل: ان البر ذاهب والبار قليطا جاء من بعده و هو يخفف الآصار ويفسر كلم كل شئ ويشهد لي كما شهدت له انا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل.
وكان كعب بن لوى بن غالب يجتمع إليه الناس في كل جمعة وكانوا يسمونها عروبة فسماه كعب يوم الجمعة وكان يخطب فيه الناس ويذكر فيه خبر النبي آخر خطبته كلما خطب، وبين موته والفيل خمسمائة وعشرون سنة فقال: أم والله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ولأرقلت فيها ارقال (2) الفحل، ثم قال:
يا ليتني شاهد فحواي دعوته * حين العشيرة تبغي الحق خذلانا محمد بن إسحاق: ان زيد بن عمرو بن نفيل ضرب في الأرض يطلب الدين الحنيف فقال له راهب بالشام: انك لتسأل عن دين ذهب من كان يعرفه ولكنك قد أظلك خروج نبي يأتي ملة إبراهيم الحنيفية وهذا زمانه، فخرج سريعا حتى إذا كان بأرض لخم عهدوا عليه فقتلوه، وقال النبي صلى الله عليه وآله: زيد بن عمرو يبعث أمة وحده. ورثاه ورقة بن نوفل:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من الله حاميا بدينك ربا ليس رب كمثله * وتركك أوثان الطواغي كما هيا وقد تدرك الانسان رحمة ربه * ولو كان تحت الأرض ستين واديا " مناقب ج 1، م 2 "
صفحة ١٦
وكان تبع الأول من الخمسة التي كانت لهم الدنيا بأسرها فسار في الآفاق وكان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم، فلما وصل إلى مكة كان معه أربعة آلاف رجل من العلماء فلم يعظمه أهل مكة فغضب عليهم وقال لوزيره عميا ريسا في ذلك فقال الوزير: انهم جاهلون ويعجبون بهذا البيت، فعزم الملك في نفسه أن يخربها ويقتل أهلها فأخذه الله بالصدام (1) وفتح من عينيه واذنيه وأنفه وفمه ماء منتنا عجزت الأطباء عنه وقالوا: هذا أمر سماوي، وتفرقوا.
فلما أمسى جاء عالم إلى وزيره وأسر إليه: إن صدق الأمير بنيته عالجته، فاستأذن الوزير له فلما خلا به قال له: هل أنت نويت في هذا البيت أمرا؟ قال: كذا وكذا فقال العالم: تب من ذلك ولك خير الدنيا والآخرة، فقال: قد تبت مما كنت نويت فعوفي في الساعة فآمن بالله وبإبراهيم الخليل، وخلع على الكعبة سبعة أثواب، وهو أول من؟؟ الكعبة، وخرج إلى يثرب ويثرب هي أرض فيها عين ماء، فاعتزل من بين أربعة آلاف رجل عالم أربعمائة رجل عالم على أنهم يسكنون فيها وجاؤا إلى باب الملك وقالوا: انا خرجنا من بلداننا وطفنا مع الملك زمانا وجئنا إلى هذا المقام إلى أن نموت فيه، فقال الوزير: ما الحكمة في ذلك؟ قالوا: اعلم أيها الوزير ان شرف هذا البيت بشرف محمد صاحب القرآن والقبلة واللواء والمنبر مولده بمكة وهجرته إلى ههنا وانا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا، فلما سمع الملك ذلك تفكر أن يقيم معهم سنة رجاء أن يدرك محمدا، وأمر أن يبنوا أربعمائة دار لكل واحد دارا وزوج كل واحد منهم بجارية معتقة وأعطى لكل واحد منهم مالا جزيلا.
ابن بابويه في كتاب النبوة أنه قال أبو عبد الله (ع): ان تبعا (2) قال للأوس والخزرج: كونوا ههنا حتى يخرج هذا النبي اما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه. وروي أنه قال:
قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد بادرت أمرا حال ربي دونه * والله يدفع عن خراب المسجد فتركت فيه من رجالي عصبة * نجبا ذوي حسب ورب محمد وكتب كتابا إلى النبي عليه السلام يذكر فيه إيمانه وإسلامه وانه من أمته
صفحة ١٧
فليجعله تحت شفاعته وعنوان الكتاب: إلى محمد بن عبد الله خاتم النبيين ورسول رب العالمين من تبع الأول. ودفع الكتاب إلى العالم الذي نصح له ثم خرج منه وسار حتى مات بغلسان بلد من بلاد الهند . وكان بين موته ومولد النبي صلى الله عليه وآله الف سنة.
ثم إن النبي صلى الله عليه وآله لما بعث وآمن به أكثر أهل المدينة أنفذوا الكتاب إليه على يد أبي ليلى فوجد النبي صلى الله عليه وآله في قبيلة بني سليم فعرفه رسول الله فقال له: أنت أبو ليلى؟
قال: نعم، قال: كتاب تبع الأول؟ فتحير الرجل فقال صلى الله عليه وآله: هات الكتاب، فأخرجه ودفعه إلى رسول الله فدفعه النبي إلى علي بن أبي طالب فقرأه عليه، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام تبع قال: مرحبا بالأخ الصالح، ثلاث مرات، وأمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة.
اكمال الدين (1) عن ابن بابويه وروضة الواعظين عن محمد الفتال انه كان عند تربة النبي جماعة فسأل أمير المؤمنين سلمان عن مبدأ أمره فقال: كنت من أبناء الدهاقين بشيراز وكنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فرصف حب محمد في لحمي ودمي فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق من السقف فسألت أمي عنه فقالت: لا نقربه فإنه يقتلك أبوك. فلما جن الليل اخذت الكتاب فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم انه خالق من صلبه نبيا يقال له محمد يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان ياروز به أنت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية قال: فصعقت صعقة فأخذني أبي وأمي وجعلاني في بئر عتيقة وقالا: ان رجعت وإلا قتلناك وضيقوا علي الأكل والشرب فلما طال أمري دعوت الله بحق محمد ووصيه أن يريحني مما أنا فيه فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال:
قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتي بي الصومعة فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فقال الديراني: يا روزبه اصعد، فصعدت إليه فخدمته حولين فقال: اني ميت أوصيك براهب أنطاكية فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح وناولني لوحا، فلما فرغت من دفنه أتيت الصومعة وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فقال: اصعد يا روزبه، فصعدت إليه فخدمته حولين فقال: اني ميت، قلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول
صفحة ١٨
بمقالتي هذه في الدنيا وأن ولادة محمد قد حانت فإذا أتيته فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح، فلما فرغت من دفنه صحبت قوما لما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواءا فامتنعت من الاكل فقالوا كل، فقلت: اني غلام ديراني وان الديرانيين لا يأكلون اللحم فضربوني وكادوا يقتلونني، فقال بعضهم: امسكوا عنه حتى يأتيكم شرابكم فإنه لا يشرب فلما أتوا بالشراب قالوا: تشرب؟ فقلت مثل ذلك فضربوني وكادوا يقتلونني، فأقررت لواحد منهم بالعبودية فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت له: ليس لي ذنب سوى حبي محمدا ووصيه، فقال اليهودي: واني لأبغضك وأبغض محمدا، ثم أخرجني إلى باب داره وإذا رمل كثير فقال: والله لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك، قال: فجعلت أحمل طول ليلي فلما أجهدني التعب سألت الله تعالى الراحة منه فبعث الله ريحا فنقلت ذلك الرمل فلما أصبح نظر إلى الرمل فقال: أنت ساحر قد خفت منك، فباعني من امرأة سلمية لها حائط فقالت: افعل بهذا الحائط ما شئت، فكنت فيه فإذا أنا بسبعة رهط تظلهم غمامة فلما دخلوا كان رسول الله وأمير المؤمنين وأبو ذر والمقداد وعقيل وحمزة وزيد فأوردتهم طبقا من رطب فقلت: هذه صدقة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: كلوا، وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين ووضعت طبقا آخر فقلت: هذه هدية، فمد يده وقال: بسم الله كلوا، فقلت في نفسي: بدت ثلاث علامات، وكنت أدور خلفه إذ التفت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة وكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات فسقطت على قدميه اقبلها فقال لي: ادخل على هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد بيعينا هذا الغلام فلما أخبرتها قالت: قل له لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة صفراء ومائتي نخلة حمراء، فأخبرته بذلك فقال: ما أهون ما سألت قم يا علي واجمع هذا النوى كله فأخذه وغرسه ثم قال: اسقه، فسقاه فلما بلغ آخره خرج النخل ولحق بعضه بعضا فقال قل لها خذي شيئا وادفعي الينا شيئا فخرجت فقالت: والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء، فهبط جبرئيل فمسح جناحه على النخل فصار كله أصفر فنظرت وقالت نخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك، فقلت لها: والله ان يوما من محمد أحب إلي منك ومن كل شئ أنت فيه فأعتقني رسول الله وسماني سلمان.
صفحة ١٩
قال نصر بن المنتصر:
من غرس النخل فجاءت يانعة * مرضية لبوسها من النوى وله أيضا:
ومن غرس النوى فأتت بنخل * لذيذ طعمها للذائقينا ابن بابويه في تمام النعمة (1) والثعلبي في نزهة القلوب عن ابن عباس: لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة واسترجع ملك أبيه وقومه وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله بسنتين أتته وفد العرب وأشرافها بالتهيئة وفيهم عبد المطلب فقال: أيها الملك ان الله تعالى قد أحلك محلا رفيعا صعبا منيعا باذخا شامخا وأنبتك منبتا طابت أرومته (2) وعذبت (3) جرثومته ثبت أصله وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن فأنت أبيت اللعن (4) ملك العرب الذي له تنقاد وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد سلفك خير سلف وأنت لنا منهم أفضل خلف فلن يجهل من أنت سلفه ولن يهلك من أتت خلفه ونحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشفك الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزية.
قال سيف: وأيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم، قال: ابن أختنا؟
قال: نعم، فأدناه وقرب مجلسه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال: مرحبا وأهلا وناقة ورحلا ومستناخا سهلا وملكا ونحلا يعطى عطاء جزيلا قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فأنتم أهل البلد وأهل النهار لكم الكرامة ما أقمتم والحبا إذا ظعنتم. ثم انتهضوا إلى دار الضيافة فأقاموا شهرا، ثم أرسل إلى عبد المطلب ليلا فأخلاه وقال: انى مفوض إليك من سر علمي فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه فان الله بالغ أمره، فقال عبد المطلب: مثلك أيها الملك من سر وبر فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر، فقال: إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة، فقال: أيها الملك قد أبت بخير ما آب بمثله وافد ولولا هيبة الملك واجلاله لسألته عن مساره إياي ما ازداد به سرورا، قال: هذا
صفحة ٢٠
حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسمه محمد يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه وقد ولد سرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا، إلى آخر كلام له، فقال عبد المطلب: أيها الملك دام ملكك وعلا كعبك فهل الملك سارى بافصاح فقد أوضح لي بعض الايضاح، فقال سيف: والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب (1) انك يا عبد المطلب لجده غير كذب، فحر عبد المطلب ساجدا. ثم إنه أعطى عبد المطلب بعشرة اضعاف ذلك: فكان عبد المطلب كثيرا ما يقول يا معشر قريش لا يغبطني أحد بجزيل عطاء الملك وان كثر فإنه إلى نفاد ولكن يغبطني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه، فإذا قيل له: ما ذاك؟ يقول: ستعلمون نبأه بعد حين.
قال ابن رزيك (2):
محمد خاتم الرسل الذي سبقت * به بشارة قس وابن ذي يزن وانذر النطقاء الصادقون بما * يكون من امره والطهر لم يكن الكامل الوصف في حلم وفي كرم * والطاهر الأصل من دأم ومن درن ظل الا له ومفتاح النجاة وينبوع * الحياة وغيث الفارض الهتن (3) فاجعله ذخرك في الدارين معتصما * به وبالمرتضى الهادي أبى الحسن وتصور لعبد المطلب ان ذبح الولد أفضل قربة لما علم من حال إسماعيل فنذر انه متى رزق عشرة أولاد ذكور أن ينحر أحدهم للكعبة شكرا لربه فلما وجدهم عشرة قال لهم: يا بني ما تقولون في نذري؟ فقالوا: الامر إليك ونحن بين يديك، فقال:
لينطلق كل واحد منكم إلى قدحه وليكتب عليه اسمه، ففعلوا وأتوه بالقداح فأخذها وقال:
عاهدته والآن أوفي عهده * إذ كان مولاي وكنت عبده نذرت نذرا لا أحب رده * ولا أحب ان أعيش بعده فقدحهم ثم تعلق بأستار الكعبة ونادى: اللهم رب البيت الحرام والركن والمقام ورب المشاعر العظام والملائكة الكرام، اللهم أنت خلقت الخلق لطاعتك وامرتهم
صفحة ٢١