روايات أبي جعفر الطوسي.
واما أسانيد كتب ابن شاذان، وابن فضال، وابن الوليد، وابن الحاشر، وعلي بن إبراهيم، والحسن بن حمزة، والكليني، والصفواني، والعبدكي، والفلكي وغيرهم، فهو على ما نص عليها أبو جعفر الطوسي في الفهرست، وحدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن وبكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى، وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الاشراف، وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم. ووجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتاب الاحتجاج.
وذلك مما يكثر تعداده ولا يحتاج إلى ذكره لاجتماعهم عليه، وما هذا إلا جزء من كل ولا أنا علم الله تعالى إلا معترف بالعجز والتقصير كما قال أبو الجوائز:
رويت وما رويت من الرواية * وكيف وما انتهيت إلى نهاية وللأعمال غايات تناهى * وان طالت وما للعلم غاية وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار، على متون الاخبار، وعدلت عن الإطالة والاكثار، والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها، وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها، لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات.
وربما تتداخل الاخبار بعضها في بعض أو تختصر منها موضع الحاجة أو تختار ما هو أقل لفظا أو جاءت غريبة من مظان بعيدة أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل فمنها ما وافقه القرآن، ومنها ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم العمل به، ومنها ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا، ومنها ما نطقت به نالشعراء والشعرورة (1) لتبذلها، فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام باجماع موافقيهم وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ولا يقدرون على الانكار، على ما أنطق الله به رواتهم وأجراها على أفواه ثقاتهم، مع تواتر الشيعة بها وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكر، فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة، والناصبة مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها وحمل تلك ما هو حجة لخصمها دونها وهذا كاف لمن (ألقى السمع وهو شهيد) وان هذا
صفحة ١٤