مناقب آل أبي طالب

ابن شهر آشوب ت. 588 هجري
126

مناقب آل أبي طالب

تصانيف

ومن أوضح الدلالات على نبوته ع استيقان كافتهم بحدوده وتمكن موجباتها في غوامض صدورهم حتى أنهم يشتمون بالفسوق من خرج عن حد من حدوده وبالجهل من لم يعرفه وبالكفر من أعرض عنه ويقيمون الحدود ويحكمون بالقتل والضرب والأسر لمن خرج عن شريعته ويتبرأ الأقارب بعضهم من بعض في محبته وأنه بقي في نبوته نيفا وعشرين سنة بين ظهراني قوم ما يملك من الأرض إلا جزيرة العرب فاتسقت دعوته برا وبحرا منذ خمسمائة وسبعين سنة مقرونا باسم ربه ينادى بأقصى الصين والهند والترك والخزر والصقالبة والشرق والغرب والجنوب والشمال في كل يوم خمس مرات بالشهادتين بأعلى صوت بلا أجرة وخضعت الجبابرة لها ولا تبقى لملك نوبته بعد موته وعلى ذلك فسر الحسن ومجاهد قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك ما يقول المؤذنون على المنائر والخطباء على المنابر قال الشاعر

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه

إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

ومن تمام قوته أنها تجذب العالم من أدنى الأرض وأقصى أطرافها في كل عام إلى الحج حتى تخرج العذراء من خدرها والعجوز في ضعفها ومن حضرته وفاته يوصي بأدائه وقد نرى الصائم في شهر رمضان يتلهب عطشا حتى يخوض الماء إلى حلقه ولا يستطيع أن يجرع منه جرعة وكل يوم خمس مرات يسجدون خوفا وتضرعا وكذلك أكثر الشرائع وقد تحزب الناس في محبته حتى يقول كل واحد أنا على الحق وأنت لست على دينه الفرزدق

جعلت لأهل العدل عدلا ورحمة

وبرء لآثار الجروح الكواتم

كما بعث الله النبي محمدا

على فترة والناس مثل البهائم

البيناري

الله قد أيد بالوحي

محمدا ذا الأمر والنهي

يأمر بالعدل وينهى عن

الفحشاء والمنكر والبغي

فصل في إعجازه ع

علي بن إبراهيم بن هاشم- ما زال أبو كرز الخزاعي يقفو أثر النبي ع فوقف على

صفحة ١٢٧