والثانية كانت على يد ابن الحبحاب في خلافة هشام بن عبد الملك، حوالي سنة 110ه/729م (راجع كتاب فضائل مصر للكندي ص201).
والثالثة كانت على يد ابن مدبر في خلافة المعتز بالله، حوالي سنة 253ه/867م (راجع كتاب النجوم الزاهرة لأبي المحاسن ج1 ص49).
والرابعة في زمن السلطان المنصور حسام الدين لاجين، في سنة 697ه/1298م (راجع كتاب بدائع الزهور لابن إياس ج1 ص137).
والخامسة في زمن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 715ه/1315م (راجع خطط المقريزي ج1 ص87 و88، وكتاب بدائع الزهور ج1 ص159).
وسنتكلم عن هذه المساحات المختلفة فيما بعد، كل واحدة منها على حدة في الفصل الخاص بالحاكم الذي تمت في عهده.
الفدان
إن وحدة المقاييس التي كانت مستعملة في مصر لقياس الأراضي عندما فتحها العرب هي الأرور، ولكن سرعان ما رأينا مؤلفيهم يتكلمون عن الفدان.
فها هو ابن عبد الحكم يذكر في كتابه ص153 أن عمرو بن العاص فرض ضريبة على أرض مصر الزراعية باعتبار الفدان، وهو مقياس لم يدخله العرب معهم عندما فتحوا مصر؛ لأن المقياس المستعمل في الشام والعراق كان الجريب لا الفدان.
فيلوح من ذلك أن الفدان كان مقياسا وطنيا يستعمله القبط في مصر، وأن العرب أخذوه عنهم ولم يأتوا به من عندهم.
ولم تكن مساحة الفدان في الزمن الغابر مساوية لمساحته في عصرنا هذا، بل كانت أكبر منها، وإليك ما ذكره بعض المؤلفين عنها: قال ابن مماتي في كتابه «قوانين الدواوين» (ص32):
صفحة غير معروفة