ملك في منفى العمر

أرنو جايجر ت. 1450 هجري
29

ملك في منفى العمر

تصانيف

فأجبته: «في أبرشية فولفورت.»

فقال لي: «كنت دائما أحب الحياة في فولفورت وأتفاهم مع كل من أعرفهم هنا.» •••

كان يوم ثلاثاء، ومر علينا اليوم في هدوء، أما الاحتفال فقد تم تحديد يوم الجمعة موعدا له. أذكر أن أمي أعدت كعكة عيد ميلاد بالفاكهة، وأن جارة لنا أحضرت بطاقة معايدة وقالت إن شارع أوبيرفيلد دون ابتسامة أوجوست لن يكون بنصف جماله الآن. سعدت جدا لسماع ذلك؛ لأني لم ألحظ وقتها أن سماته الشخصية لم تتأثر بما أصابه؛ كنت أظن أن المرض قد دمر شخصيته لدرجة كبيرة.

أتى في المساء كل من هيلجا وفيرنر، وأكلنا الكعكة وشربنا النبيذ، وشاهدت مع فيرنر مباراة كرة قدم في نصف نهائي كأس العالم. وجلس أبي معنا ولكنه لم يبد مهتما كثيرا بالمباراة بين ألمانيا وإيطاليا، التي تميزت بالتوتر التكتيكي وليس بالهجمات الواضحة. وردد أبي السؤال عدة مرات: «من يلعب هنا؟ فولفورت ضد من؟»

كررت مرارا: «فريق كانيلباخ.»

هز أبي رأسه وكأنه كان سيعرف ذلك من تلقاء نفسه، ثم قال متجهما: «هكذا يلعبون دائما!»

عندما سجل فابيو جروسو هدفا، قال أبي: «مهلا مهلا، هذا اللاعب ليس من فولفورت.»

ضحكت أنا وفيرنر بشدة، وكانت تلك اللحظات بحق أهم ما في المباراة، في حين نسينا بقية أحداثها. •••

وما زلت أذكر جيدا عيد ميلاده الخمسين أيضا، عندما كنت في الثامنة من عمري، وكنت أتشارك مع أخي فيرنر نفس الحجرة. وقفنا في نافذتها ننظر باهتمام إلى ضيوف الحفلة في الشرفة الخارجية للمنزل. كان هذا اليوم الذي أقلع فيه والدي عن التدخين بعد ثلاثين عاما.

كانت الألعاب النارية تضيء السماء فوق بريجينتس، فقد وافق الرابع من يوليو 1976 عيد الاستقلال المائتين لأمريكا. وأضفى بعض الأمريكيين الذين يسكنون في المنطقة بألعابهم النارية مزيدا من الرونق والبريق الذي انصب في أعيننا ونحن أطفال على أبينا، كذلك قفز بعض زملاء أبي من النافذة إلى حمام السباحة. •••

صفحة غير معروفة