في كتاب الأنوار الباهرة، فقال في عيون أخبار بني هاشم وقد صنفه للوزير علي بن عيسى ابن الجراح وجدته ورويته من نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته فقال ما هذا لفظه: وذكر المهدي والإمام قال وباسناده ان معاوية أقبل يوما على بني هاشم فقال انكم تريدون أن تسمعوا الخلافة بما استحققتم به النبوة ولما يجتمعا لأحد ولعمري ان حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس أنكم تقولون نحن أهل بيت الله فما بال نبوته ومحلها فينا والخلافة في غيرنا وهذه شبهة لها تمويه وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف؛ وإنما الخلافة تتقلب في احياء قريش برضا العامة وشورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم ولونا ولو أن بني هاشم ولونا لكان خيرا لنا في ديننا ودنيانا فلا هم اجتمعوا على غيركم يمنعوكم ولو زهدتهم فيها أمس لم تقاتلوننا عليها اليوم وقد زعمتم ان لكم ملكا هاشميا ومهديا قائما؛ والمهدي عيسى ابن مريم وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه اليه ولعمري لئن ملكتم ما ريح عاد ولا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم ثم سكت، فقام فيهم عبد الله بن عباس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما قولك إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فإذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبم نستحق، وأما قولك إن الخلافة والنبوة لم يجتمعا لأحد فأين قول الله سبحانه وتعالى (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) فالكتاب النبوة، والحكمة السنة والملك الخلافة نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة فينا وفيهم جارية، وأما قولك: ان حجتنا مشبهة فهي والله اضوأ من الشمس وانور من القمر وإنك لتعلم ذلك ولكن
صفحة ١١٦