الرواية الثالثة في كيفية المنازعة :
أن فاطمة طالبت بميراثها من فدك ، فقالت لأبي بكر : فدك بيدي أعطانيها رسول الله ، وتعرض صاحبك لوكيلي. فقال: يا بنت محمد أنت عندنا مصدقة ، إلا أن عليك البينة. فقالت: يشهد لي علي بن أبي طالب، وأم أيمن . فقال: هاتي ، فشهد أمير المؤمنين وأم أيمن، فكتب لها صحيفة وختمها فأخذتها ، فاطمة عليها السلام فاستقبلها عمر، فقال: يا بنت محمد هلم الصحيفة، ونظر فيها ، وتفل فيها ، ومزقها ، وقال : إن رسول الله قال: ((إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو للمسلمين)).
ما يترتب على هذه الرواية :
لنا : هنا تعامل أبو بكر مع فدك على أنها هبة ، لا إرث ، وقبل شهادة الشهود رغم نقص النصاب ، فأعطى فاطمة (ع) كتاب ملكية لفدك ، فاستقبلها عمر ، فتهور واستعجل الحكم ، فتعامل مع فدك على أنها إرث لا هبة ، واحتج بخبر الرسول (ص) ، فخالف على أبي بكر في حكمه ، فذهبت فاطمة (ع) ، باكية حزينة ، وهنا كان الأجدر بأبي بكر أن يرد على عمر فعلته هذه ، خصوصا بعد سبره لدعوى فاطمة ، وشهادة شهودها ، وأن يرد كتاب فدك لفاطمة ، ولكن هذا لم يحصل ، فكان هذا خطأ أبي بكر ، لأنه الحاكم ، ورد المظالم عليه واجب .
صفحة ١