المجموع المذهب في قواعد المذهب
الناشر
دار عمار ؛ مكة المكرمة : المكتبة المكية
تصانيف
وقد ذكر الشيخ عزالدين رحمه الله، أن الأولى في ضابط مشقات العبادة أن تضبط ام شقة كل عبادة بأدنى المشاق المعتبرة في تخفيف تلك العبادة، فإن كانت مثلها أو أزيد ثبتت الرخصة.
قال: ولن يعلم ذلك إلا بالزيادة، إذ ليس في قدرة البشر الوقوف على تساوي المشاق.
فإذا زادت إحدى المشقتين على الأخرى، علمنا أنهما قد استوتا فيما اشتملت عليه المشقة الدنيا منهما . وكان ثبوت التخفيف والترخيص بسبب الزيادة أولى، ثم مثل ذلك بالتأذي بالقمل المبيح للحلق في حق الناسك، وهو الذي نزلت الرخصة بسببه في قصة كعب بن عجزة رضي الله عنه، فينبغي أن يعتبر تأذي المحرم بسائر الأمراض، بمثل مشقة القمل، وكذلك بقية المشاق المبيحة للبس، والطيب، والدهن، وغير ذلك من المحظورات.
قال : وكذلك ينبغي أن نقرب المشاق المبيحة للتيمم بأدنى مشقة أبيح بمثلها التيمم ام إنه استشكل هذا من جهة أن مشقة الزيادة التي هي يسيرة على ثمن المثل، ومشقة الانقطاع عن سفر النزهة خفيفة لا ينبغي أن تعتبر بها الأمراض.
وأما المرض المبيح للفطر، فينبغي أن تعتبر مشقته بالمشقة الزائدة في الصوم في السفر اعليه في الحضر، فإذا شق الصوم على المريض مشقة تربو على مشقته في السغر، فليج الإفطار.
صفحة غير معروفة