وقال أبو بكر لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلة ، وإنكم لا تدرون ليلا تؤتون أو نهارا، وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يأملون أن نقبل ما أتوا به، وقد أبينا عليهم، ونبذنا إليهم فاستعدوا وأعدوا له.
فهل علمت - أيها السامع - أن أهل (المصانع) نقضوا مما كان عليه القوم كلمة واحدة، بل زادوا مع ذلك قطع الصلاة مع الزكاة إلا القليل، واعتقاد الكفر الذي قدمنا ذكره، وتولية الأمر من يعتقده، والموالاة له، وكان من قولهم: إن بلادنا لا تحتمل الزكاة في المجامع والمحافل، فلا يقول لهم أحد: اتقوا الله، وجاءوا إلى الصنو يحيى بن حمزة في محفل جامع فقالوا: إنا نريد منك بأن تعقد لنا بأن الإمام لا يطالبنا بالزكاة، ولا يذكر فيها كلمة واحدة. فقال لهم: لا أجترئ على ذلك؛ فكيف يجوز لمسلم يعتقد إسلامهم أو يعدهم من جملة المسلمين أو يخرجهم من أحكام المرتدين! نبئوني بعلم إن كنتم صادقين.
صفحة ٤٨