١٦- إن الْهَوى لَيَمِيلُ بِاسْتِ الرَّاكِبِ
أي مَنْ هوى شيئًا مال به هواه نحوه، كائنًا ما كان، قبيحًا كان أو جميلا، كما قيل: إلى حيثُ يَهْوَى القَلْب تَهْوِي به الرجل ...
١٧- إنَّ الْجَوَادَ قَدْ يَعْثُرُ يضرب لمن يكون الغالبُ عليه فعلَ الجميل، ثم تكون منه الزَّلَّة.
١٨- إنَّ الشَّفِيقَ بِسُوءِ ظَنٍّ مُولَعُ يضرب للمَعْنِيِّ بشأن صاحبه، لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث، كنحو ظُنُون الوالدات بالأولاد.
١٩- إنَّ المَعَاذيرَ يَشُوبُها الكَذِبُ يقال: مَعْذِرة ومَعَاذِر ومَعَاذِير. يحكى أن رجلا اعتذر إلى إبراهيم النَّخَعي، فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر، إن المعاذير، المثلَ.
٢٠- إنَّ الْخَصَاصَ يُرَى فِي جَوْفِها الرَّقَمُ الْخَصَاص: الفُرْجَة الصغيرة بين الشيئين. والرقَم: الداهية العظيمة، يعني أن الشيء الحقير يكون فيه الشيء العظيم.
٢١- إنَّ الدَّوَاهِيَ في الآفاتِ تَهْتَرِس ويروى "ترتهس" وهو قلبُ تهترس من الهَرْسِ، وهو الدقّ، يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضًا كثرة. يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن. وأصله أن رجلا مر بآخر وهو يقول: يا ربِّ إما مهرةً أو مهرًا، فأنكر عليه ذلك، وقال: لا يكون الجنين إلا مهرةً أو مهرًا، فلما ظهر الجنين كان مُشَيَّأَ الْخَلْقِ مختلفه، فقال الرجل عند ذلك: قَدْ طَرَّقَتْ بجنينٍ نصفُهُ فَرَسٌ ... إن الدواهِيَ في الآفاتِ تهترس
٢٢- إنَّ عَلَيْكَ جُرَشًْا فَتَعَشَّه يقال: مضى جُرْشٌ من الليل، وجَوْش: أي هزيع. قلت: وقوله "فتعشه" يجوز أن تكون الهاء للسكت، مثل قوله تعالى: ﴿لم يَتَسَنّهْ﴾ في أحد القولين، ويجوز أن تكون عائدة إلى الْجَرْش على تقدير: فتعشَّ فيه، ثم حذف "في" وأَوْصَلَ الفعلَ إليه، كقول الشاعر: وَيَوْمٍ شَهدْنَاهُ سُلَيْمًا وَعَامِرًا ... قَلِيلٌ سِوَى الْطعنِ الدِّرَاكِ نَوَافِلُهْ ⦗١٣⦘ أي شهدنا فيه. يضرب لمن يؤمر بالاتّئاد والرفق في أمرٍ يبادره، فيقال له: إنه لم يَفُتْكَ، وعليك ليل بعدُ، فلا تعجل. قال أبو الدقيش: إن الناس كانوا يأكلون النسناس، وهو خَلْقٌ لكل منهم يدٌ ورجل، فرعى اثنان منهم ليلا، فقال أحدهما لصاحبه: فَضَحك الصبحُ، فقال الآخر: إن عليك جَرْشًا فتعشَّهْ. قال: وبلغني أن قوما تبعوا أحد النسناس فأخذوه فقال للذين أخذاه: يارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُمَانِي ... لمتُّمَا أَوْ لَتَركْتُمَانِي فأدرِكَ فذُبح في أصل شجرة فإذا في بطنه شَحْم، فقال آخر من الشجرة: إنه آكِلُ ضَرْوٍ، فقال الثالث: فأنا إذن صُمَيْمِيت، فاستنزل فذبح.
١٧- إنَّ الْجَوَادَ قَدْ يَعْثُرُ يضرب لمن يكون الغالبُ عليه فعلَ الجميل، ثم تكون منه الزَّلَّة.
١٨- إنَّ الشَّفِيقَ بِسُوءِ ظَنٍّ مُولَعُ يضرب للمَعْنِيِّ بشأن صاحبه، لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث، كنحو ظُنُون الوالدات بالأولاد.
١٩- إنَّ المَعَاذيرَ يَشُوبُها الكَذِبُ يقال: مَعْذِرة ومَعَاذِر ومَعَاذِير. يحكى أن رجلا اعتذر إلى إبراهيم النَّخَعي، فقال إبراهيم: قد عذرتك غير معتذر، إن المعاذير، المثلَ.
٢٠- إنَّ الْخَصَاصَ يُرَى فِي جَوْفِها الرَّقَمُ الْخَصَاص: الفُرْجَة الصغيرة بين الشيئين. والرقَم: الداهية العظيمة، يعني أن الشيء الحقير يكون فيه الشيء العظيم.
٢١- إنَّ الدَّوَاهِيَ في الآفاتِ تَهْتَرِس ويروى "ترتهس" وهو قلبُ تهترس من الهَرْسِ، وهو الدقّ، يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضًا كثرة. يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن. وأصله أن رجلا مر بآخر وهو يقول: يا ربِّ إما مهرةً أو مهرًا، فأنكر عليه ذلك، وقال: لا يكون الجنين إلا مهرةً أو مهرًا، فلما ظهر الجنين كان مُشَيَّأَ الْخَلْقِ مختلفه، فقال الرجل عند ذلك: قَدْ طَرَّقَتْ بجنينٍ نصفُهُ فَرَسٌ ... إن الدواهِيَ في الآفاتِ تهترس
٢٢- إنَّ عَلَيْكَ جُرَشًْا فَتَعَشَّه يقال: مضى جُرْشٌ من الليل، وجَوْش: أي هزيع. قلت: وقوله "فتعشه" يجوز أن تكون الهاء للسكت، مثل قوله تعالى: ﴿لم يَتَسَنّهْ﴾ في أحد القولين، ويجوز أن تكون عائدة إلى الْجَرْش على تقدير: فتعشَّ فيه، ثم حذف "في" وأَوْصَلَ الفعلَ إليه، كقول الشاعر: وَيَوْمٍ شَهدْنَاهُ سُلَيْمًا وَعَامِرًا ... قَلِيلٌ سِوَى الْطعنِ الدِّرَاكِ نَوَافِلُهْ ⦗١٣⦘ أي شهدنا فيه. يضرب لمن يؤمر بالاتّئاد والرفق في أمرٍ يبادره، فيقال له: إنه لم يَفُتْكَ، وعليك ليل بعدُ، فلا تعجل. قال أبو الدقيش: إن الناس كانوا يأكلون النسناس، وهو خَلْقٌ لكل منهم يدٌ ورجل، فرعى اثنان منهم ليلا، فقال أحدهما لصاحبه: فَضَحك الصبحُ، فقال الآخر: إن عليك جَرْشًا فتعشَّهْ. قال: وبلغني أن قوما تبعوا أحد النسناس فأخذوه فقال للذين أخذاه: يارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُمَانِي ... لمتُّمَا أَوْ لَتَركْتُمَانِي فأدرِكَ فذُبح في أصل شجرة فإذا في بطنه شَحْم، فقال آخر من الشجرة: إنه آكِلُ ضَرْوٍ، فقال الثالث: فأنا إذن صُمَيْمِيت، فاستنزل فذبح.
1 / 12