مجمع الأمثال
محقق
محمد محيى الدين عبد الحميد
الناشر
دار المعرفة - بيروت
مكان النشر
لبنان
٨٢٢- جَرْىَ المُذَكِّى حَسَرَتْ عَنْهُ الحمُرُ
يقال: حَسَر الدابةُ يَحْسُرُ حُسُورا، أي أعْيا، و"عَنْ" مِنْ صِلَة المعنى، أي عجزت عنه وعن شأوه يعني سَبْقه كما يسبق الفرس القارِحُ الحميرَ، ونصب "جَرْىَ" على المصدر، كأنه قال: يجري فلان يوم الرهان جَرْيَ المذكى.
يضرب أيضًا للسابق أقرانه.
٨٢٣- جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ
أي جرى سيلُ الوادي فطَمَّ أي دَفَن يقال: طَمَّ السيلُ الركيةَ أي دفنها، والقَرِيُّ: مَجْرَى الماء في الروضة، والجمع أقْرِيَة وقِرْيَان، و"على" مِنْ صلة المعنى: أي أتى على القَرِيٍّ، يعني أهلكه بأن دفنه.
يضرب عند تجاوز الشر حده.
٨٢٤- جُرُّوا لَه الخَطِيرَ مَا انْجَرَّ لكُمْ
الخَطِير: الزمامُ، ومعنى المثل اتَّبِعُوه ما كان لكم فيه موضع اتباع.
يضرب في الحث على طلب السلامة ومداراة الناس.
وهذا المثل يروى عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه، قاله في فلان، كذا أورده أبو عبيد في كتابه.
٨٢٥- جَلَّتِ الهَاجِنُ عَنِ الوَلَدِ
الهَاجِنُ: الصغيرة، يقال منه: اهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا افْتُرِعت قبل الأوان، ومعنى جَلَّت ههنا صغُرت، والجَلَلُ من الأضداد، يقال: أمر جَلَل أي عظيم، ويقال للحقير أيضًا جَلَلٌ.
يضرب في التعرُّض للشيء قبل وقته.
٨٢٦- جَدَحَ جُوَيْنٌ مِنْ سَوِيقِ غَيْرِهِ
الجَدْحُ: الخَلْط والدَّوْف، وجُوَين: اسم رجل.
يضرب لمن يتوسَّعُ في مال غيره ويجود به.
٨٢٧- جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّياَنَة
الجَذُّ: القَطْع والكسر، والصِّلِّيان: بَقْل ربما اقتلعه العير من أصله إذا ارْتَعَاه، ووزنه فِعْلِيَان.
يضرب لمن يُسْرع الحلف من غير تَتَعْتُع وتَمَكُّث.
والهاء في "جذَّها" كناية عن اليمين.
٨٢٨- جَزَاءَ سِنِمَّارٍ
أي جَزَاني جزاءَ سنمار، وهو رجل رومي بَنَى الخوَرْنَقَ الذي بظَهْر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فَخَرَّ ميتًا، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلَه لغيره، فضربت العرب به المثلَ لمن ⦗١٦٠⦘ يجزي بالإحسان الإساءة، قال الشاعر:
جَزَتْنَا بنو سَعْد بحُسْن فَعَالِنَا ... جَزَاء سِنِمَّارٍ وما كانَ ذَا ذَنْب
ويقال: هو الذي بنى أطمَ أحَيْحَةَ ابن الجُلاَح، فلما فرغ منه قال له أُحَيْحَة: لقد أحكمتَه، قال: إني لأعرفُ فيه حجرا لو نُزع لتقوَّضَ من عند آخره، فسأله عن الحجر، فأراه موضعه. فدفعه أحيحة من الأطم فخرّ ميتًا.
1 / 159