وروى الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني -رحمه الله تعالى-: أن رجلا كان أسيرا ببلاد الروم، وأنه هرب من بعض الحصون، قال: فكنت أسير بالليل وأكمن بالنهار، فبينا ذات ليلة أمشي بين جبال وأشجار، إذا أنا بحس، فراعني ذلك، فنظرت فإذا راكب بعير فازددت رعبا، وذلك أنه لا يكون ببلاد الروم بعير، فقلت: سبحان الله! في بلاد الروم راكب بعير؟! إن هذا لعجب! فلما انتهى إلي قلت: يا عبد الله من أنت؟ قال: لا تسأل، قلت: إني أرى عجبا فأخبرني، فقال: لا تسأل، فأبيت عليه، قال: أنا إبليس، وهذا وجهي من عرفات، واقفتهم عشية اليوم، أطلع عليهم فنزلت عليهم الرحمة والمغفرة، ووهب بعضهم لبعض، فدخلني الهم والحزن والكآبة، وهذا وجهي إلى قسطنطينية أتفرج بما أسمع من الشرك [بالله] وادعاء أن له ولدا. فقلت: أعوذ بالله منك، فلما قلت هذه الكلمات لم أر أحدا.
وصح عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر أن يعتق فيه من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ، يقول: ما أراد هؤلاء)).
وجاء عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فقال: ((يا أيها الناس إن الله تعالى باهى بكم [الملائكة] في هذا اليوم فغفر لكم عامة)).
صفحة ١٧٣