وروى إسماعيل بن عياش، [عن الكلبي]، عن أبي صالح، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: إن إبراهيم الخليل عليه [الصلاة] والسلام رأى ليلة التروية في منامه أنه يؤمر بذبح ابنه، فلما أصبح روى يومه أجمع -أي: فكر- أمن [أمر] الله عز وجل ذلك الحلم أو من الشيطان؟ فسمي اليوم من فكرته: [يوم] تروية. ثم رأى ليلة عرفة ذلك ثانيا، فلما أصبح عرف أن ذلك من الله عز وجل، فسمي اليوم: عرفة.
وقيل: سمي ذلك بذلك لطيب رائحته، مأخوذ من العرف الذي هو الأرج الطيب، ومنه قوله تعالى:{ويدخلهم الجنة عرفها لهم} أي طيبها [لهم] في أحد التأويلات.
وقيل: لأن آدم اعترف بذنبه فيه، فوقعت له التوبة والقبول فيه.
وقيل: سمي بذلك لأن الناس يتعارفون بعرفات، كالركب الشامي مثلا يعرف أخبار العراقي، والعراقي أخبار اليماني.
وقيل: يحتمل أن يكون سمي عرفة لأن الناس يعترفون هناك في ذلك اليوم بذنوبهم إلى الله عز وجل.
وقيل: إن الحور العين تستأذن رضوان عليه السلام، فيطلعن على أزواجهن في يوم عرفة، فيعرفن أزواجهن، فسميت عرفة [لذلك].
ذكره الترمذي الحكيم في كتابه ((أسرار الحج)).
صفحة ١٤٨