172

مجاني الأدب في حدائق العرب

الناشر

مطبعة الآباء اليسوعيين

مكان النشر

بيروت

تصانيف

٣٤١ (خيل البحر) . ولما وصلنا خليج النيل رأيت على ضفته ست عشرة دابة ضخمة الخلقة. فعجبت منها وظننتها فيلة لكثرتها هنالك. ثم إني رأيتها دخلت في النهر فقلت لأبي بكر بن يعقوب: ما هذه الدواب. فقال: هي خيل البحر خرجت ترعى في البر. وهي أغلظ من الخيل ولها أعراف وأذناب ورؤوسها كرؤوس الخيل وأرجلها كأرجل الفيلة. ورأيت هذه الخيل مرة أخرى لما ركبنا النيل من تنبكتو إلى كوكو وهي تعوم في الماء وترفع رؤوسها وتنفخ. وخاف منها أهل المركب فقربوا من البر لئلا تغرقهم. ولهم حيلة في صيدها حسنة وذلك أن لهم رماحًا مثقوبة قد جعل في ثقبها شرائط وثيقة فيضربون الفرس منها. فإن صادفت الضربة رجله أو عنقه أنفذته وجذبوه بالحبل حتى يصل إلى الساحل فيقتلونه ويأكلون لحمه. ومن عظامها بالساحل كثير (لابن بطوطة)
٣٤٢ (ألدب) . حيوان جسيم يحب العزلة. فإذا جاء الشتاء يدخل وجاره الذي اتخذه في الغيران ولا يخرج حتى يطيب الهواء. فإذا جاع يمص يديه ورجليه. فيدفع بذلك جوعه ويخرج من وجاره فصل الربيع كأسمن ما يكون. ويخاصمه البقر فإذا نطحه البقر استلقى. ويأخذ بيديه قرنيه ويعضه عضًا شديدًا ويقهره. وقال بعضهم: إذا ولدت أنثاه جروًا تصعد به إلى أعلى شجرة خوفًا عليه من النمل لأنها تضعه قطعة لحم. ثم لا تزال تلحسه وترفعه في الهواء

1 / 178