مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

أحمد بن محمد الشنقيطي ت. 1434 هجري
55

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كُلَّما جاءك زيدٌ أعطه كذا من مالي، فإذا مَنَعَه مرة ظَلَمَه بلا خلاف. وقالوا: يحتمل أنَّها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحْكَم يقول: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ الآية [النساء: ٥٦]؛ فلم يبق لهذا الاحتمال نصيبٌ بموجب هذه الآية. وقالوا: يحتمل أنَّهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكَم يقول: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ الآية [السجدة: ٢٠]؛ ويقول: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ الآية [الحجر: ٤٨]، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضًا نصيبٌ من الاعتبار. وقالوا: يحتمل أنَّهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحْكَم يقول: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ الآية [طه: ٧٤]، ويقول: ﴿وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ﴾ الآية [إبراهيم: ١٧]، فلم يبق إذا لهذا الاحتمال نصيبٌ من الاعتبار. وقالوا: يحتمل أنَّهم يتعوَّدون حَرَّها فلم يبق يؤلمهم لتعؤُدِهِم عليه، فإذا المحْكَم يقول: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ الآية [النبأ: ٣٠] ويقول: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥]،

1 / 57