﴿وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ﴾، ولكنه احتمال مرجوح؛ لأن الكلام عن إبراهيم.
وإذًا فإنَّه يحتمل أنَّه ﷺ لما سأله الأعرابي بقوله: أين أبي؟ وقال له: إنَّ أباكَ في النَّار، وولَّى والحزن بادٍ عليه، فقال ﵊: "ردُّوه عليَّ"، فلما رجع قال له: "إن أبي وأباك في النَّار".
يحتمل أنَّه يعني بأبيه: أبا طالب؛ لأنَّ العرب تسمِّي العَمَّ أبًا لاسيما إذا انضمَّ إلى العُمومةِ التربيةُ، والعطفُ، والدفاعُ عنه.
ثم قال: والتَّحقيق في أبوي رسول اللَّه ﷺ أنهما من أهل الفترة؛ لأن تعريف أهل الفترة أنهم القوم الذين لم يُدركوا النذارة قبلهم، ولم تدركهم الرّسالة التي من بعدهم، فإذا كان ذلك كذلك، فإنَّ والد النبي ﷺ التحقيقُ أنَّه مات والنبي -بأبي وأمي هو- حَملٌ في بطن أمه، وأمّه ﷺ ماتت وهو ابن ستة أعوام بلا خلاف، وإذًا فإنهما من أهل الفترة.
فقال أحد الحضور: العربُ كانوا على دين إسماعيل فعندهم نِذارةٌ أدركوها.