مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

أحمد بن محمد الشنقيطي ت. 1434 هجري
33

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

فقالَ: أَوَّلُ بيتٍ قلتهُ وأنا مُراهِقٌ، بلغني أنَّ الشَّيخَ محمدو سالم بن الشِّيْن الحسني موجود بحيِّ أهل أتفاقَهْ بغيضة الظباعية، فقصدته أريد أنْ أقرأ لاميَّةَ الأفعالِ في الصَّرفِ لابن مالكٍ، فلما قدمتُ الحيَّ، وجدتُ معه خلقًا كثيرًا من طلبة العلم فاختلطتُ بهم، وسمعتُهُ يسألُ عني، فلم يجد من يُعَرِّفُني له فقلتُ على البديهةِ مُعَرِّفًا بنفسي: هذا فتىَ من بني جاكانَ قد نَزَلا ... بهِ الصِّبا عن لسانِ العُرْبِ قد عَدَلا رَمَتْ بهِ هِمَّة عَلياءُ نحوَكُمُ ... إذْ شامَ برقَ علومٍ نورُهُ اشْتَعَلا فجاءَ يرجو رُكامًا من سَحائِبِهِ ... تكسو لسانَ الفتى أزهارُهُ حُلَلا إِذْ ضاقَ ذرعًا بِجَهْلِ النَّحْوِ ثُمَّ أبى ... أَلَّا يُمَيِّزَ شَكْلَ العَيْنِ من فَعَلا وقد أتى اليومَ صَبًّا مُولَعًا كَلِفًا ... بالحمدُ للَّهِ لا أَبغي بهِ بَدَلا (١) فقالَ الشَّيخُ محمَّدو سالمَ: "نعم، وبكلِّ سرور"، أو قال قولًا معناه هذا. قال شيخنا: إلا أنَّه لم يَفِ بوعدِه حيث إنِّي طلبتُ منه التريُّثَ لي زمنًا قليلًا حتَّى أرجعَ إلى أهلي؛ فآخذ معي زادًا أتَزَوَّد به للسَّفَر معه، ولما رجعت وجدتهُ سافرَ من ذلك الحي ولا يعلمونَ أين توجَّهَ، فرجعتُ إلى أهلي، والحمد لله.

(١) أوردتُ البيتَ الرابع ثقةً بنقل أخي الشيخ عطية ﵀ له، والعهدةُ عليه في ذلك؛ لأني لم أسمعه من الشيخ عليه رحمة الله عندما حدثني بهذه القصَّة.

1 / 35