142

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

فقد أُراني ونعمًا لاهيين بها ... والدهرُ والعيشُ لم يَهْمُمْ بإمرارِ
وقول الأضبط بن قريع، وقيل كعب بن زهير:
لكلٍّ همِّ من الهمومِ سَعَه ... والمُسْيُ والصبحُ لا فلاحَ مَعَهْ
ولم يقل: لا فلاح معهما.
و﴿لَكَبِيرَةٌ﴾ هنا وصفٌ من كبُرَ بضم الباء يكبُر بضمِّها إذا عَظُمَ وشَق وثقل، ومنه قوله: ﴿كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ [الشورى: ١٣]، وهذا النوع في المعاني إذا كبر الأمر إذ شقَّ وثقل، أو كبر بمعنى عظم كقوله: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف:٣]، يكبُر الأمر، فهو كبير مضمومٌ في الماضي، تقول: كبُر يكبُر فهو كبير، كما بَيَّنا، أما كبر السِّن ففعله كبِر بكسر الباء يكبَر وبفتحها على القياس، وهو معروف وهو بفتح الباء، ومنه قول قيس بن الملوح:
تعشَّقتُ ليلى وهي ذاتُ ذوائبٍ ... ولم يَبْدُ للعينينِ من ثديِها حَجْمُ
صغيرينِ نرعى البَهْمَ ياليت أنّنا ... إلى اليومِ لم نكبَرْ ولم تكبَرِ البَهْمُ
والاستثناءُ في قوله: ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ استثناء مفرَّغ، وأصل تقرير المعنى: وإنها لكبيرة؛ أي: ثقيلة عظيمةٌ شاقة على كل أحد إلا على الخاشعين.

1 / 144