مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وأمَّا المسألة السّادسة: التي هي مسألة الاقتصاد؛ فقد أوضحَ القرآن أصولَها التي ترجع إليها جميعُ الفروع، وذلك أنَّ مسائِلَ الاقتصاد راجعةٌ إلى أصلين:
الأوَّل: حُسْن النظر في اكتساب المال.
والثاني: حُسْن النَّظر في صرفِهِ ومصارفه.
فانظر كيف فَتَح الله في كتابه الطُرقَ إلى اكتسابِ المال بالأسباب المناسبة للمروءة والدين، وأنارَ السَّبيلَ في ذلك، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: ١٠]، وقال ﷿: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: ٢٠]، وقال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: ١٩٨]، وقال تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٢٩]، وقال جَلّ وعَزَّ: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: ٢٧٥]، وقال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ [الأنفال: ٦٩] إلى غير ذلك.
وانظر كيف يأمر بالاقتصاد في الصَّرف: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾ [الإسراء: ٢٩]، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ
1 / 125