121

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠]، وقال ﷿: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: ٣٨] إلى غير ذلك.
ولمَّا كان المجتمع لا يسلَمُ فردٌ من أفراده كائنًا مَنْ كان مِنْ مناوئٍ يناوئه ومُعادٍ يعاديه من مجتمعه الإنسي والجنِّي.
ليسَ يَخْلو المرءُ من ضِد وَلَوْ ... حاوَلَ العُزْلَةَ في رَأْسِ الجَبَلْ
وكان كلُّ فردِ محتاجًا إلى علاج هذا الدَّاءِ الذي عَمَّت به البلوى، أوضحَ الله تعالى علاجه في ثلاثة مواضع من كتابه؛ بَيّنَ فيها أن علاجَ مناوأة الإنسيِّ هي الإعراض عن إساءته ومقابلتها بالإحسان، وأَن شيطانَ الجنِّ لا علاجَ لدائه إلَّا الاستعاذة بالله من شَرِّه.
الموضع الأَوَّل: قوله تعالى في أُخريات الأعراف: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩] في الإنسيِّ، وفي نظيره من شياطين الجنِّ قال: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: ٢٠٠].
والموضع الثاني: في سورة قد أفلح المؤمنون قال فيه في الإنْسي: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: ٩٦]، وفي نظيره الآخر: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ

1 / 123