112

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وجُلُّ القرآن في هذا النوع: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ الآية [النحل: ٣٦]، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ الآية [الأنبياء: ٢٥]، ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ الآية [البقرة: ٢٥٦]، ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ الآية [الرخرف: ٤٥]، ﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ الآية [الأنبياء: ١٠٨]، والآيات بهذا كثيرة جدًّا.
النَّوع الثَّالث: توحيدُه -جَلَّ وعَلا- في أسمائه وصفاته، وهذا النوع من التَّوحيد يَنْبني على أصلين كما بيّنه جلَّ وعلا.
الأول: هو تنزيهُهُ تعالى عن مشابهة صفات الحوادث.
والثَّاني: هو الإيمان بكلِّ ما وَصَفَ به نفسه أو وصَفَهُ به رسولُهُ ﷺ حقيقةً لا مجازًا على الوجه اللَّائق بكماله.
ومعلومٌ أنَهُ لا يصفُ اللهَ أعلمُ باللهِ من اللهِ، ولا يصفُ اللهَ بعد اللهِ أعلمُ باللهِ من رسولِ اللهِ ﷺ، واللهُ يقولُ عن نفسه: ﴿أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾ [البقرة: ١٤٠]، ويقول عن رسوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:٣ - ٤].

1 / 114