============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم وبالرجوع إلى الحديث المكذوب: "وسع كزسيه السموات والأرض، إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع، وإن له أطيطا كأطيط الرحل إذا ركب"، فإن حشوية
أهل الحديث ومن وافقهم من مجسمة الحنابلة يعتقدون أن موضع هذه الأربعة الأصابع المتفضلة من العرش، هي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، حيث رووا: عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله عن قول الله تعالى: { عسى أن يبعشك رتك مقاما تحمودا) [الإسراء /79]، قال: "نعم، إذا كان يؤم القيامة نادى مناد: أين حبيب الله؟ فأتخطى صفوف الملائكة حتى أصير إلى جانب العرش، ثم يمد يده فيأخذ بيدي فيقعدني على العرش"(1).
وبناء على هذا الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعتمد عندهم، قال ابن تيمية: "إذا تبين هذا، فقد حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدا رسول ل يجلسه ربه على العرش معه"(2).
ولم يذكر لنا ابن تيمية من هم هؤلاء العلماء المرضيون والأولياء المقبولون الذين يقولون: "إن محمذا صلى الله عليه وآله وسلم يجلسه ربه على العرش معه"(3)!!
وعلى قولهم هذا يكون العرش أعظم من الله تعالى وآكبر، وقد صرح بذلك القاضي
أبو يعلى الحبلي وابن الزاغوني ونحوهما حيث قالوا: "بأن ذلك القدرلأي مقدار الأربع الأصابعا لا يحصل عليه الاستواء"(4). وهذا باطل مخالف للكتاب والسنة وللعقل، نسأل الله تعالى السلامة في الدين.
(1) رواه أبو يعلى في "إبطال التاويلات لأخبار الصفات" (ص/494) (رقم/468).
(2) ابن تيمية، مجموع الفتاوى (374/4).
(3) لا شك أنهم من أولياء الشيطان الذين أمرنا الله بقتالهم { فقايلوا أولياء الشيطان إن گيد الشيطن كان ضويفا (4) نقله عنهم ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (436/16).
صفحة ٩٢