============================================================
الجالس العؤيدية كتابه: : وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون، (1) . ويعث نبيه ليؤسس أساسها فى شريعده ، ويوضح معالعها . وجعله ينبوعا للحكمة ، وطريقا مستقيما إلى الجدة ، فجا من الجاهلية الأولى وعبادة التمائيل من اللات والعزى ، ودعا إلى تجريد التوحيد للحميد الظاهر من حيث تضطر العقول إلى معرفته من جهة الصدائع الحكمة المتقدة الدالة على أن لها صانعا ، خلاف ما انتحله العفترون والزنادقة البطلون بقولهم : إن الصانع هو الفلك والطبائع ، تبالهم أنى يؤفكون : كيف يجوز أن يكون الفلك والطباع هى الصنائع . وآية الجبر فى أعيانها ظاهرة ، وعليها بالعدوث منادية . وكل من الشمس والقمر والعدبرات والأركان له نهج لا يفارقه، وطبيعة لاتزايله ، وشروق لايتجاوز فيه حده، وغروب لايتعدى منه القدرله ، دلالة عى أن ليس عند شىء منها إختيار، بل كل مجبر مصرف مذبر والله تعالى مجبره ومصرفه ومدبره كيف يشاء* وخلاف ما قاله غيرهم إن الصانع هو القوة النافذة آثارها فى الأفلاك والأنجم والأرض وما عليها من المعادن والبات والحيوان الععطية إياها قوة حفظ صورها . وإن هذا المعذى حال من جميع ما ذكرناه محل الروح من الجميد وكيف يكون ذلك كذلك * ومعلوم أنه لميس تالف الارواح والأجساد عن قصيد ملهما ولا إرادة ، ولا افتراقهما عن قصد ولا إرادة ، وعلى تلك السبيل كون المطى الذى ذكروه مع العالع . فأين هم عن المؤلف بينهما والجامع بين اللطيف والكثيف ملهما * وهو العتعالى عن أن يشبههما أو يناسبهما بحال من الأحوال . فتعالى الله الظاهر من حيث الاستدلال عليه بصنعه الجلى ، (1) مورة الذاريات56.
صفحة ٨٩