279

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

كلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أهْلِهِ … والمَوْتُ أدنى من شِرَاك نَعْلِهِ
وكان بلالٌ ﵁ إذا أقلع يَرْفَعُ عَقِيرتَهُ وَيَقُولُ:
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أبِيتنَّ لَيْلَةً … بوادٍ وحوليَ إذْخِرٌ وجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَومًا مياه مَجَنَّةٍ؟ … وهل يَبْدُوَنَّ لي شامَةٌ وطَفيلُ (^١)
قالت عائِشَة ﵂: فجِئْتُ رَسُول اللّه ﷺ فَأَخْبَرْتُه، فقال: "اللَّهُمَّ حَبِّب إلَيْنَا المدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أشدَّ، اللهُمَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في مُدِّها وصالحها، وانْقُل حُمَّاها فاجْعَلْها بالجُحْفَةِ (^٢) " (^٣).
قال مالِك رَحْمَةُ الله عليه، وكان عامر بن فُهَيْرَة ﵁ يَقُول:
كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ بِطَوْقِهِ … قَدْ ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ قَبْلَ ذَوْقِهِ
إنَّ الجَبانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ … كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ (^٤)
وفي لَفْظٍ مِن عِنْدِ الزُّبير بن بكَّار، لمَّا قَدِمَ ﷺ وُعِكَ أَصْحَابُهُ فَخَرجَ يَعُودُ أبا بكْرٍ ﵁ فوجَدَهُ يَهْجُرُ فقالَ: يا رَسُول الله:

(^١) الأبيات في البخاري حديث رقم (١٨٨٩)، ومسلم في كتاب الحج (٨٦)، و(الموطأ) (٨٩٠). ومَجنَّة: بلد على أميال من مكة. وقال الأصمعي: مَجنَّة: جبل لبني الدؤل خاصة بتهامة بجنب طفيل. معجم البلدان ٥/ ٥٩ و٣/ ٣١٥.
وذكر الأستاذ البلادي: أن مَجنَّة هي بحرة، البلدة المعروفة بين مكة وجدة. معجم معالم الحجاز ٥/ ١٠ - ٢٣٢. وشامة وطفيل: جبلان قرب مكة.
(^٢) الجُحْفَة: موضعٌ بين مكة والمدينة وهي ميقات أهل الشام، تبعد ٢٢ كلم جنوب شرق مدينة رابغ. معجم معالم الحجاز ٢/ ١٢٢ - ١٢٦.
(^٣) أخرجه البخاري، في فضائل المدينة، باب كراهية النبي ﷺ أن تعرى المدينة، رقم: ١٨٨٩، ٤/ ١١٩، ومسلم، مختصرًا، في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، رقم: ١٣٧٦، ٢/ ١٠٠٣، ومالك، في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة، رقم: ١٤، ٢/ ٨٩٠ - ٨٩١.
(^٤) الإصابة ٢/ ٢٤٧، مع اختلاف الترتيب.

1 / 280