278

المغانم المطابة في معالم طابة

الناشر

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

تصانيف

على هذا اللطف بِأَعْظُمِها الشَّرِيفة مَجْبُورة.
الحَبِيبةُ والمُحَبَّةُ والمُحَبَّبَةُ والمَحْبُوبَةُ: هذه الأسماءُ الأرْبَعَةُ من وادٍ واحدٍ، والحُبُّ والحُبَابُ بضمِّهِما الوِدَاد:
[متى] أَلْقَ زِنْباعَ بْنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ … ليَ النِّصْفُ مِنْهُ يَقْرَع السِّنَّ مِنْ نَدَم (^١)
قُلْتُ: ولا على غير بيتين فيما ذكرهُ الزَّمَخْشَرِي (^٢) وَهُما:
تلكم قُرَيْشٌ تمناني لِتَقْتلَني … فلا وَرَبِّكَ ما بَرُّوا ولا ظَفِرُوا
فإن هَلَكْت فرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ … بذات رَوْمَين لا يعفو لها أَثِرُ (^٣)
والحِبُّ والحِبَاب، بِكَسْرِهما: المَحَبَّةُ والوِدَاد، يُقَالُ: أحَبَّهُ فهُوَ مَحْبُوبٌ، على غَيْرِ قياسٍ، ومُحَبٌّ على القِياسِ لكنَّهُ شاذٌّ. وحبَبْتُهُ أَحِبُّهُ (^٤) أَشَدُّ، وَأَحْبَبْتُه واسْتَحْبَبْتُه بِمَعْنَى (^٥). وحَبَّبَهُ إليَّ: جعلني أُحِبُّهُ. والحَبيبُ: المُحِبُّ، والحبيب أيضًا، والحُبَابُ بالضَّمِّ، والحِبُّ بالكَسْرِ: المَحْبُوَبُ. والحِبَّةُ بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.
سُمِّيَتْ بِهَذه الأسْماء لِقَوْلِ رَسُولِ ﷺ فيما رُوِّيناهُ مِن عندِ البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام مالك في مُوَطَّئِه عن عائِشَةَ ﵂ قالت: لما قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وُعِكَ أبو بَكْرٍ وبلال ﵄، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِما فقالت: يا ابن كَيْفَ تَجدُك؟ و[يا] بلال كيف تَجِدُك؟ قالت: فكان أبو بكر ﵁ إذا أخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُول:

(^١) البيت منسوب لعمر بن الخطاب ﵁ كما في اللسان (قرع) ٨/ ٢٦٤.
(^٢) الفائق ٢/ ٩١ (روح).
(^٣) في الأصل: فإن هلكت فرهن ذمتي لهم … بدار ودفني لا يعفى لها أثر
والمثبت من الزمخشري، ولم أعرف المقصود من إيراد المؤلف لهذه الأبيات الثلاثة.
(^٤) القاموس (حبب) ص ٧٠.
(^٥) (فعلت وأفعلت) للزجاج ص ٢٣.

1 / 279